يتداول مسؤولون ومستثمرون خليجيون في قطاع الذهب والمجوهرات فيما بينهم مقترح إقامة معرض خليجي موحد للمشغولات الذهبية والمجوهرات ينظم سنويا بالتناوب بين دول مجلس التعاون، بهدف دعم أنشطة المستثمرين في قطاع الذهب وزيادة مبيعاتهم في ظل الركود الذي يشهده القطاع في الوقت الراهن، وإتاحة الفرصة للمتسوقين لاقتناء قطع من هذه المشغولات بأسعار تنافسية.

ويهدف المستثمرون من تنظيم هذا المعرض، حسب إفادات بعض منهم، إلى تسويق منطقة الخليج عالميا من خلال استقطاب شركات عالمية متخصصة في هذا المجال للمشاركة في المعرض والاستفادة من تجاربها وخبراتها، خاصة أن منطقة الخليج مستهدفة كأكبر سوق لتسويق المشغولات الذهبية والمجوهرات، من قبل كثير من الشركات العالمية، الأمر الذي سيضع المعرض الخليجي كمنافس قوي لأكبر المعارض العالمية التي تقام في إسطنبول، وتايلاند، وسويسرا، وأمريكا.

وأوضح المهندس محمد الغيث مدير عام اتحاد تجار الذهب في الكويت أمس أن المقترح يتم مناقشته من قبل مستثمرين في قطاع الذهب في دول مجلس التعاون بهدف تنظيم معرض خليجي سنوي يشارك فيه مستثمرون خليجيون وعالميون عاملون في القطاع، على أن يتم تنظيمه تحت مظلة وإشراف الغرف التجارية.



وأضاف الغيث أنه في حال تمت الموافقة على مقترح إقامة المعرض الخليجي فإنه من المتوقع أن يتم تنظيمه بالتناوب بين دول المجلس التي تسمح أنظمتها وقوانينها بذلك، الأمر الذي سينعكس إيجابا على تنشيط تجارة الذهب والمجوهرات بالأسواق الخليجية.

على العكس، استبعد كريم العنزي رئيس اللجنة الوطنية للمعادن الثمينة والأحجار الكريمة بمجلس الغرف السعودية في تصريح لـ ''الاقتصادية''، أن تستضيف السعودية معرضا خليجيا موحدا للذهب والمجوهرات، بحكم أن قوانين وأنظمة وزارة التجارية والصناعة تمنع البيع المباشر للجمهور في المعارض المحلية والدولية، وهو الهدف الأساسي من مقترح المعرض الخليجي للمشغولات.



وأشار إلى أن هذا المقترح سبق أن طرح أكثر من مرة أمام المستثمرين الخليجيين خلال اجتماعاتهم الدورية وآخرها في دبي خلال تشرين الأول (أكتوبر) الماضي، ونحن كمستثمرين سعوديين أوضحنا لهم أن الأنظمة تحظر إقامة مثل هذه المعارض التي تهدف إلى البيع المباشر للجمهور، وهي قوانين وأنظمة تطبقها دولة الكويت أيضا، كما أن بقية دول الخليج الأخرى لديها شروط تنظم عملية البيع المباشر للجمهور أثناء المعارض.



وأضاف العنزي أن أنظمة وزارة التجارة تسمح بعقد الصفقات والتعاقدات بين المستثمرين أثناء إقامة المعارض، أما البيع المباشر فهو غير مسموح به، لذا من الصعب تطبيق تنفيذ مقترح معرض خليجي موحد للذهب والمجوهرات محليا، ونحن كمستثمرين ملتزمون بهذه الأنظمة، ولكن من حق أي مستثمر أو تاجر سعودي المشاركة في هذه المعارض في حال نظمت خارج السعودية، وستعد في نهاية الأمر مشاركات فردية.



ويتفق عبد الغني المهنا رئيس لجنة الذهب والمجوهرات بغرفة الشرقية مع رأي العنزي، قائلا ''لا نؤيد إقامة مثل هذه المعارض داخل السعودية، ولن نشجع أو ندعم قيام مثل هذه المعارض محليا ما لم تكن هناك آلية واضحة للإشراف والرقابة أثناء إقامة مثل هذه المعارض.



ولفت إلى أنه سبق أن حدثت بعض تجاوزات أثناء المعارض التي نظمت في السابق، تمثلت في قيام بعض الوافدين ببيع قطع مشغولات ذهبية غير مطابقة للمواصفات، معتبراً أن هذه التجاوزات تشكل هاجساً للتجار والمستثمرين والمتسوقين.



وأشار إلى أن الآلية المطلوبة تقوم على افتتاح مكتب لوزارة التجارة داخل معارض الذهب والمجوهرات تضم خبراء ومختصين في فحص المعادن الثمينة والأحجار الكريمة، للتأكد من مطابقتها للمواصفات المحلية والدولية، كما يجب أن تمرر جميع المشغولات الذهبية المبيعة عبر هذه المكاتب، مؤكداً أن معظم معارض الذهب الدولية تتبع هذه الآلية لحماية المستثمرين والتجار.

وعاد الغيث ليشير إلى أن المعارض الدولية والمحلية للذهب والمجوهرات أصبحت صناعة تحقق عوائد مالية للمستثمرين وتعمل على تنمية صناعة المشغولات الذهبية المحلية وإتاحة الفرص للاحتكاك بالخبرات والتجارب العالمية، ومحاولة تقييم الفروقات بين المنتجات المحلية والدولية، كما أنها تقدم فرصة للتجار المحليين بعقد صفقات ومشاريع تعاون مع الشركات الدولية وتبادل الخبرات لدعم المنتج المحلى.

وأوضح الغيث أن إقامة مثل هذه المعارض تسهم في تنشيط وتسويق المشغولات الخليجية بالتالي زيادة مبيعات التجار والمستثمرين، وتثبت المنتجات المحلية على الخريطة العالمية من خلال المعارض الدولية التي يحرص على زيارتها المختصون والخبراء وأصحاب المشاريع والتجار، إضافة إلى رواد معارض الذهب على مستوى العالم، وتحقيق عوائد جمركية عالية من إقامة المعارض من خلال دعوة الشركات والمصانع الأجنبية وجمركة كل المنتجات المبيعة. كما تتيح فرصة للمتسوقين والزائرين لهذه المعارض فرصة للحصول على منتجات جيدة بأسعار تنافسية، خاصة أن منطقة الخليج مستهدفة كأكبر سوق لتسويق المشغولات الذهبية والمجوهرات وهذا الأمر يسهل عملية تسويق واستقطاب الشركات العالمية للمشاركة في هذه المعارض الخليجية التي من الممكن أن تُصبح منافسة لأكبر المعارض العالمية.