ودع اليمن رئيسة اتحاد نساء اليمن الأمين العام لاتحاد النساء العرب رمزية عباس الارياني الملقبة بالمرأة الحديدية اثر وفاتها في أحد مستشفيات العاصمة الألمانية (برلين) جراء إصابتها بجلطة دماغية، وتم تشييع جثمانها في صنعاء.
الارياني المولودة عام 1954 روائية وكاتبة وديبلوماسية وحقوقية يمنية رائدة، سبق ان حصلت على إجماع مذهل حينما تمت إعادة ترشيحها 2008 زعيمة للنساء اليمنيات حيث صوت لها 42 ألف امرأة في محافظات اليمن كافة على اسمها لقيادة اليمنيات للمرة الثانية منذ 2003 رغم أن التنافس كان مفتوحا لكن العضوات أجمعن على تزكية رمزية الارياني، كما تم انتخابها أمينا عاماً لاتحاد نساء العرب.
ورغم تأييدها للرئيس اليمني السابق علي عبدالله صالح وهي عضوة في حزبه الا ان التعازي بوفاتها تقاطرت من معارضي علي صالح، خصوصاً حزب الإصلاح الإسلامي (اخوان اليمن) الذي اعتبرها رائدة العمل النسائي، وأشاد بدورها في الدفاع عن حقوق المرأة حتى أواخر أيامها في أروقة مؤتمر الحوار الوطني الشامل، بينما اعتبر الرئيس السابق علي صالح والرئيس الحالي عبدربه منصور هادي رحيلها خسارة يمنية كبرى لحزبهما (المؤتمر الشعبي العام) الذي تتقلد فيه عضوة دائمة للحزب.
سعت رمزية إلى تنفيذ قرار الحكومة اليمنية عام 2007 المتمثل في منح المرأة نسبة 15 في المئة في مختلف الهيئات وتمكين المرأة اليمنية من الوصول إلى مواقع صنع القرار لتكون لها مشاركة فاعلة.
وتعد رمزية من النساء اللواتي يوصفن في اليمن بـ «المرأة الحديدية» فلم تكن تجامل أحداً إذا ما كانت تدافع عن حقوق المرأة، ولها الفضل في دفع علي عبدالله صالح أثناء حكمه إلى تعيين وزيرات وقاضيات ووكيلات.
وفي الكويت عام 2008 استعرضت الارياني خلال مشاركتها في المنتدى الخليجي حول حقوق المرأة وقانون الأحوال الشخصية وضع المرأة اليمنية في قانون الأحوال الشخصية والتشريعات اليمنية وقد أبدت اعجابها الشديد بدولة الكويت والديموقراطية التي تتحلى بها.
كما أشادت بتجربة المرأة الكويتية النضالية الرائدة عربيا وإقليميا وعالميا من أجل الحصول على حقوقها وتدعيم مكاسبها وانجازاتها في شتى المجالات والميادين.
وقالت الارياني في تصريح لوكالة الانباء الكويتية (كونا) عام 2010 خلال المؤتمر العام الـ 13 لاتحاد المرأة التونسية المنعقد في مدينة سوسة التونسية ان «النهضة التي تحققت للمرأة الكويتية في السنوات الأخيرة أصبحت محط أنظار العالم بصورة عامة ومنطقة الخليج والعالم العربي بصورة خاصة»، مشيرة الى أن المرأة الكويتية «تمثل نموذجا راقيا ومثلا يحتذى به ومرجعا رائعا لتطور المرأة طموحا ونضالا وانجازاً».
وأضافت أن المرأة الكويتية «حققت انجازات ومكاسب كبيرة وبخطوات رائدة وواعدة للمنطقة بأسرها»، مشددة في السياق ذاته على أن المرأة الكويتية «استطاعت بنضالها وصبرها ومثابرتها لسنوات طويلة وعلى المدى البعيد أن تثبت تواجدها أيضا على المستوى السياسي بحصولها على أربعة مقاعد في مجلس الأمة».
كما ثمنت مشاركة المرأة الكويتية المتميزة في مختلف المؤتمرات والمحافل العربية والاقليمية والدولية التي تعنى بقضايا المرأة على غرار المؤتمر العام الحالي للمرأة التونسية، موضحة أن حضور المرأة الكويتية «المتميزة بالثقافة وقوة الشخصية وسعة الاطلاع» ومشاركتها في مثل هذه الفعاليات من شأنه أن «يثري النقاش والتجارب المختلفة لتطور أوضاع المرأة العربية عموما».
وأوضحت ان المرأة الكويتية «حاضرة بقوة ومشاركة باستمرار في كل المحافل العربية والاقليمية والدولية ذات الصلة بقضايا المرأة وهي امرأة قوية في الثقافة والحديث والطرح والنقاش الثري وهو ما يجعلنا كعربيات نحتاج الى تجربة المرأة الكويتية في كل المناسبات والمحافل للاستفادة من هذه التجربة النضالية الرائدة للمرأة عموما وللمرأة العربية على وجه الخصوص».
بدأت رمزية العمل التطوعي وهي في الصف الخامس الأساسي من خلال جمعية المرأة اليمنية التي كانت حينها تحت التأسيس. وقالت إنها بعد إكمالها الثانوية العامة التحقت بجامعة القاهرة، حيث درست الفلسفة وعلم الاجتماع، وبعد تخرجها تعينت مسؤولة مساعدة في معهد المعلمات، بعد ذلك تقدمت إلى وزارة الخارجية اليمنية بعد أن قرأت إعلانا عن مسابقة وظيفية، ولكن لم تتح الفرصة لها للالتحاق بالسلك الديبلوماسي، نظرا لأن هذا الأمر لم يكن متاحا للنساء. وبعد تذليل العقبة الأولى تم تعيينها مستشاراً سياسياً وإعلامياً في سفارة اليمن في نيودلهي، لتكون او ل ديبلوماسية يمنية، وخلال وجودها هناك نالت الماجستير في الأدب السياسي وعقب عودتها من الهند رأست قسم الدراسات والبحوث في وزارة الخارجية، ثم قسم الجامعة العربية، فرئيساً لقسم القرن الافريقي، فدائرة الخليج والجزيرة العربية، وأميركا الشمالية فيما بعد، وتوج تدرجها الوظيفي في وزارة الخارجية بتعيينها وزيراً مفوضاً ومسؤولاً سياسياً وإعلامياً في سفارة اليمن في تونس، ثم في واشنطن.