كلما زرت مسقط رأسي " وصاب العالي " أجد نفسي أمام مآسي جديدة تتوالد في ذلك المكان كقطع الليل المظلم،،،وبصورة تكاد تكون فريدة وخارقة للعادة .. فالمآسي هناك ..لا تنتهي- مثلا -  بتعيين حكام للمحكمة الإبتدائية ومدراء عموم وأمن للمديرية،، يتم إنتقاءهم بعناية شديدة،، بحيث يكونون أفسد وأقبح وأسوأ ما أنجبته البشرية منذ الخليقة الأولى وحتى اليوم  ..بل يمتد هذا القبح والتوجّه الممنهج لظلم تلك المنطقة من قبل السلطات،، إلى أن من يتم - أيضا-  دعمهم وإختيارهم وتلميعهم من أبنائها لشغل وظائف معينة ومراكز قيادية فيها ،أو إعتمادهم والتعامل معهم كوجاهات ومندوبيّ تزييف ولصوصية وقبح للسلطة،، سواء على مستوى المحافظة،، أو الدولة المركزية ،، لا يقلون عن أولئك الذين اتوا ويأتون ل"وصاب"  بشهية  تم تصميمها وفتحها بكامل جشعها لغرض السلب والنهب والبطش والتطاول على المواطنيين.. والعمل على إذلالهم وحرمانهم من الحقوق والمواطنة ولو كان ذلك في الحدود الدنيا ..فهؤلاء المسؤلون،، في الحقيقة ،، ليسوا "فقط " أغبياء وقطّاع طرق وربما خريجي سجون ،، كأولئك الذين صدّرتهم أوربا للأمريكيتين وتحديدا الشمالية بعد إكتشافها،، لممارسة الإحتلال البشع والقتل والترهيب والتنكيل والمصادرة وتركيع سكانها الأصليين من الهنود الحمر . بل أنهم يثبتون على الدوام  ،،قولا وفعلا ،، بأنهم مرسلون وموظّفون من أجل القيام بكل رذيلة ودنيئة وخطيئة وإستيلاء وفعل رخيص وحقير.. وعدم الخوف أبدا من أحد من البشر .أو وضع إعتبارات ما للقانون أو حتى الخوف من الله تعالى.. فهؤلاءالمسؤلون القادمون لهذه المديرية من خارجها ومن أبنائها - أيضا- بمن فيهم الوجاهات،، مخلصون لتشويه كل خصلة حميدة وقتل كل ما يمت للهوية الجمعية والوطنية لدى الناس..ومستعدون- ايضا-  لفرض كل أنواع القهر الاجتماعي دون هوادة. وتغييبهم عن وطنيتهم ووعيهم وحقوقهم..  عذرا لا أدري " في حقيقة الأمر " كيف يمكنني إيصال الواقع وتقريب الصورة لكم عن واقع هذه المنطقة وعن أولئك الذين عصفوا وبطشوا ويبطشون بها منذ عهد الإحتلال العثماني والأئمة وصولا إلى اليوم ؟ ولا أدري أنه يكفي - أيضا- أن أقول لكم إن وجاهات "وصاب" والمسؤليين الذين يهبطون عليها وكأنهم من مجرات وكواكب بعيدة يجسدون أنفسهم .. بكل ما في الكلمة من معنى ( كعلامات واضحة ونماذج حية للفساد والفشل والمحسوبية والظلم ؟ولا أدري هل ستتضح امامكم الصورة .. إن قلت لكم أنهم مجرد آلات عد نقود لا علاقة لهم البتة بإدارة ملفات المنطقة وحل مشاكل أبنائها وتوفير الخدمات وتنفيذ مشاريع تنموية ذات معنى؟بدليل انه لا يعنيهم،،لا من قريب أومن بعيد أن أطفال مناطق كثيرة من أبناء هذه المديرية يفترشون الأرض ويلتحفون السماء.. يعانون من البرود القارص وحرارة الشمس الشديدة.. وهم يتلقون الدروس اليومية ..كطلاب مدرسة" المصباح الأساسية " في مغربة السقا ( عزلة المربعة - بني مسلم ) فهؤلاء الطلاب الذين يزيد عددهم عن (300) طالبا وطالبة.. لم يحصلوا حتى اليوم على مدرسة أو أرضية لبناء مدرسة ( وما أكثرها في المكان ) حيث لم تكلف قيادة المجلس المحلي نفسها  - ومعها ( عافاكم الله مما ابتلى به غيركم ) الوجاهات بمختلف أشكالها وألوانها وتعدد مصالحها ومناصبها..بالسؤال عن معاناة أولئك الأطفال ومراعاة مشاعر آبائهم وأمهاتهم الذين تنفطر - مع إشراقة شمس كل يوم - قلوبهم كمدا على أطفالهم الذين تحولت أشكالهم إلى لاجئين اومبعدين يعيشون أشد أنواع الحياة والأوضاع قساوة وحرمانا  ..بسبب البرد والرياح وحرارة الشمس التي تحرق أجسادهم الطرية وطفولتهم المعذبة..

بإختصار ..إن "وصاب" المحرومة من الطريق والمستشفى والمعهد والمسؤل النزيه وشبكة المياه والكهرباء والضمان الاجتماعي الحقيقي.. والكلية الجامعية والقاضي المحترم ..تبد ضحية لحركة وتوجه عام هدف ويهدف لإسقاط القيم والمواطنة والحقوق والكرامة؟