رغم كل هذا التضييق ،، والملاحقات في مصادر عيشنا ،،وحركتنا وكتاباتنا ،، رغم كل هذا الخذلان والمعاناة التي نوجهها والتآمر،،والترهيب الذي يطالنا،،والآلام والأشواك التي تزرع في دروبنا وقلوبنا،، رغم كل هذا الحقد الذي يحاول تمزيقنا وإذلالنا ،، سنعيش ،، وسنقاوم بطش المؤجر ،، وفواتير الكهرباء والماء والدواء والإنترنت ،، سنقاوم الخيانات والمصادرات والإعتداءات والظلام والظمأ والحرمان والقبح ،،،سنقاوم فواتير متطلبات شهر رمضان والعيد وما تلاها،، سنقاوم أسعار الملابس،، وسنقاوم فاتورة التنقل بين أرجاء التعب ،،سنستمر في السير في قلب الصعب ،، سنتذكر دوما أن هناك خالق ،،وسنتذكردوما أننا مؤمنون بالخير والشر ،،والشقاء والسعادة،، والغنى والفقر ،، والحق والباطل،، والوفاء والخيانة،،والحياة والموت ،، سنتذكر دوما أننا أقوى من أن نتخلي عن مبادئنا أو نتخلص من هويتنا،، أو نذوب في أفران حاجتنا،،مهما كانت شدة حرارتها وقساوة حرقتها ..

سنمضي،، يا رفاقي،، إن كان في العمر بقية،، وفي العروق دماء،، وفي الصدور إرادة،،من دون أن نلتفت للخلف أو نستجدي عطف مخلوق،،سنمضي طالما و هناك في السماء،، من هو أكرم من المخاليق وأرحم منهم وأقدر منهم وأغنى منهم وأوسع منهم وأقرب منهم ،، سنزكّي عن أنفسنا بالقناعة،، ونطهرها بالتحمّل ونزودها بالرجاء،، سندثّر زمهريرحياتنا بالأمل والإبتسامة والمغالبة ،،سنخفي تجاعيد معاناتنا بقناع الصبر ،، سنسدّ رمقنا بالزهد،، ونقابل كراهيتهم بالحب،، وخناجرهم بحمائم السلام ،، وظلمهم بالتسامح،، ولن نشكو، إلا لخالقنا،، ولن نمدّ أيدينا إلا إليه ،، ولن نركع لسواه ،،ولن نسأل سواه،، ولن نذل لسواه ولن ندمع لسواه ،،!