- يقاس نجاح الرؤساء والحكومات باحترامهم للحقوق المدنية والسياسية للمواطنين ، اكثر مما يقاس بالرخاء الاقتصادي ، الرخاء الاقتصادي في معظمه يأتي نتيجة لإطلاق الحريات المدنية والسياسية، الرخاء حينها يصنعه الشعب الحر العامل
يقاس نجاح الرؤساء والحكومات باحترامهم للحقوق المدنية والسياسية للمواطنين ، اكثر مما يقاس بالرخاء الاقتصادي ، الرخاء الاقتصادي في معظمه يأتي نتيجة لإطلاق الحريات المدنية والسياسية، الرخاء حينها يصنعه الشعب الحر العامل ، وعليه فإن كان الرئيس محمد مرسي قد احترم الحقوق والحريات المدنية والسياسية للمواطنين وكفلها لمعارضيه قبل مؤيديه اثناء رئاسته فقد نجح في الاختبار الصعب ، ما يعلمه المراقبون ان المعارضين كانوا خلال عام من حكمه في بحبوحة من الحريات والحقوق تكاد تكون مطلقة ، وحين يتم المقارنة بين حالهم وحال الاخوان وشركاءهم من مؤيدي محمد مرسي اليوم فإن الفارق سيكون عظيما ، نقول ذلك بعد أن شاهدنا اعتقال المئات من مؤيديه وقادة حزبه وقتل العشرات وجرح المئات في مسيرات سلمية محتجة على الانقلاب ، وتعرضت العديد من مقرات حزبه للحريق وتم اغلاق العشرات من القنوات الفضائية الرافضة للانقلاب ، أن يحدث اليوم لمحمد مرسي ومؤيديه كل تلك الإنتهاكات بعد أن كانت الحريات مطلقة ومكفولة لمعارضيه قبل مؤيديه فإن النجاح الكبير لمحمد مرسي لا يقف عند ، والفشل العظيم لقادة المرحلة الانتقالية الجديدة المفروضين بالقوة والقهر هو الآخر لا حدود له، هذا وفق معيار احترام الحريات والحقوق المدنية ، وهو المعيار الأهم لقياس نجاح الأنظمة ، لم اعتد على مدح الحكام ولا على ذم فرقاء الحياة السياسية ، منذ بدأت الخوض في الشأن العام حرصت ولا أزل بأن لا اتخذ لي موقعا بين حملة المباخر وماسحي احذية السلاطين ، لكن مرسي الآن مخفي قسريا منذ أن تم اقصاءه بالقوة عن السلطة ، وبقوة العسكر حاز منافسوه الذين فاز عليهم بالاقتراع الحر على النصيب الأوفر منها .. لمرسي وحزبه وجماعته حق علينا إذاً أن ندافع عنهم اليوم وأن ننصفهم ، مثلما كان علينا بالأمس واجب أن نوجه لهم النقد بالقصور ونتهمهم بالتقصير ، حين كان مرشحهم الفائز بسباق الرئاسة في القصر الجمهوري
يرحب الموقع بآراء الزوار وتعليقاتهم حول هذه المادة تحديداً، دون الخروج عن موضوع المادة، كما نرجو منكم عدم استعمال ألفاظ خارجة عن حدود اللياقة حتي يتم نشر التعليق، وننوه أن التعليقات تعبر عن آراء أصحابها وليس عن رأي الموقع.