طهران - رويترز، ا ف ب - أعلن المرشد الأعلى في إيران علي خامنئي، أمس، أن بلاده لن تتفاوض مع الولايات المتحدة وأوروبا بشأن وجودها في منطقة الشرق الأوسط.

ونقل الموقع الرسمي لخامنئي عنه قوله: «تأتي الدول الأوروبية إلى (طهران) وتقول إننا نريد أن نتفاوض مع إيران بشأن وجودها في المنطقة. هذا ليس شأنكم. هذه منطقتنا. لماذا أنتم هنا؟».

واضاف ان إيران ستتحدث فحسب بشأن هذه القضية مع الدول الأخرى في المنطقة.

ووصف خامنئي وجود قوات أميركية في مناطق مختلفة في العالم بأنه «مفسد وفتنوي»، مشدداً على أن إيران لن تطلب إذن واشنطن حتى تنشط في الشرق الأوسط.

وأضاف: «سنتفاوض مع أميركا عندما نريد أن نكون في أميركا».

ويبدو أن خامنئي كان يرد على مضمون المحادثات الأخيرة التي أجراها وزير الخارجية الفرنسي جان ايف لودريان في طهران مع كبار المسؤولين قبل أيام، وتركزت على نقطتين رئيسيتين هما برنامج إيران للصواريخ البالستية وأنشطتها المزعزعة للاستقرار في المنطقة.

ويندرج الجهد الفرنسي في إطار محاولة أوروبية لإنقاذ الاتفاق النووي الموقع بين إيران والدول الكبرى في يوليو 2015، الذي تهدد الولايات المتحدة بالانسحاب منه بحلول 12 مايو المقبل، وهو ما يعني انهياره عملياً، إذا لم يتم التوصل إلى اتفاق لمعالجة ما تعتبره إدارة الرئيس دونالد ترامب «ثغرات» فيه، وإذا لم يتم كبح أنشطة إيران في المنطقة.

من جهة أخرى، أعلن المدعي العام الإيراني محمد جعفر منتظري، أمس، أنه ينوي ملاحقة منظمي حفل نظمته بلدية طهران احتفالاً بيوم المرأة الإيرانية.

وأظهر تسجيل فيديو نشر، الثلاثاء الماضي، وانتشر على نطاق واسع على شبكات التواصل الاجتماعي، فتيات يرقصن أمام جمهور مختلط في العاصمة الايرانية، ما أثار انتقادات المحافظين.

وتظهر في الفيديو فتيات يرتدين سراويل الجينز الضيقة في عرض أشبه برقص الباليه على وقع موسيقى أوركسترا تقليدية وكورس يتألف بغالبيته من النساء.

وحضر رئيس بلدية طهران محمد علي نجفي العرض الذي طغى عليه الحضور النسائي بالعباءات السود (التشادور).

وأوردت وكالة «إيسنا» ان المدعي العام الايراني شعر بأن الحفل تضمن «أفعالاً مخلة بالآداب العامة» والتقاليد الإسلامية، وأمر مدعي عام طهران «بالنظر سريعاً في القضية وإطلاق اجراءات قضائية بحق المسؤولين».

وتحرم الشريعة الاسلامية المطبقة في طهران الرقص في العلن. كذلك يحرم على النساء الغناء أمام الرجال من دون وجود صوت غنائي ذكوري طاغ.

وسعى رئيس بلدية طهران إلى احتواء الانتقادات بإصداره قراراً يطالب فيه باحترام التقاليد الإسلامية في المناسبات التي تنظمها البلدية.

واعتبر أنه يحق لأي كان توجيه «انتقادات» لهذا الجانب من الحفل، إلا أنه لا يجوز التشكيك بالحفل برمته.

من جهتها، قالت منظمة الحفل فاطمة راكعي، مستشارة رئيس البلدية لشؤون النساء، إنها لا تتفهم الانتقادات الموجهة لعرض تظهر فيه فتيات تحت سن التاسعة.

يشار إلى أن طهران لا تحتفل رسمياً بيوم المرأة العالمي الذي حددته الامم المتحدة في الثامن من مارس، إلا أنها تحتفل بيوم المرأة الايرانية في 9 مارس، بالتزامن مع ذكرى مولد فاطمة الزهراء، ابنة النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

في سياق متصل، ذكر موقع «ميزان» الالكتروني التابع لوزارة العدل الايرانية، أول من أمس، أن امرأة نزعت حجابها علناً، احتجاجاً على فرض ارتدائه، حُكم عليها بالسجن مدة 24 شهراً بينها ثلاثة مع النفاذ.

واضاف ان المدعي العام في طهران عباس جعفري دولت آبادي الذي اعلن الحكم لم يكشف عن هوية المرأة، لكنه أكد أنه سيستأنف الحكم.

وأشار إلى أن هذه المرأة «شجعت الفساد الاخلاقي» علناً وانتقد طبيعة الحكم قائلا ان النيابة العامة ستطالب بالسجن لمدة سنتين مع النفاذ.

وتم اعتقال أكثر من ثلاثين ايرانية منذ نهاية ديسمبر الماضي، بسبب نزع الحجاب علنا في بادرة تحدي للقانون. وأفرجت السلطات لاحقاً عن معظمهن لكنهن يخضعن للمحاكمة.