أوراق_برس من صنعاء -
تناولت صحيفة "نيزافيسيمايا غازيتا" تعزيز الولايات المتحدة وجودها العسكري في المحيط الهادئ، مشيرة إلى أن بيونغ يانغ عازمة بحزم على الدفاع عن أمنها.
جاء في مقال الصحيفة:
أعلنت كوريا الشمالية عن استعدادها لتوجيه ضربة نووية "وقائية" إلى الولايات المتحدة في حال حدوث "أقل استفزاز" من جانب واشنطن. وقد جاء هذا التصريح ردا على تعزيز دوري للولايات المتحدة لوجودها العسكري في المحيط الهادئ. وهذا النوع من استعراض العضلات النووية يزيد من تفاقم الأوضاع في المنطقة.
فالأوضاع في شرق آسيا تبقى بعيدة عن الهدوء. وقد توترت العلاقات بين الصين واليابان بسبب النزاع على جزر سينكاكو، حتى لقد ظهرت أنباء تفيد بأن طوكيو تصمم صاروخا جديدا مداه 300 كلم من فئة أرض-بحر لحماية الجزر المذكورة. وإضافة إلى ذلك، وبسبب جزر مختلفة في بحر الصين الجنوبي، لا تتقدم العلاقات بين الصين والفلبين وفيتنام وماليزيا وبروناي. وعلى قمة جبل الجليد القابل للانفجار هذا، توارت مشكلة كوريا الشمالية، التي تهدد بانتظام بضرب كوريا الجنوبية واليابان و"عدوها رقم واحد" - الولايات المتحدة.
وكما جاء في بيان وكالة أنباء كوريا الشمالية، فإن محاولة الولايات المتحدة غزو بلادنا "تصبح "تهورا لا مثيل له". فبيونغ يانغ ترى أن نقل ثلاث قاذفات قنابل من طراز "بي–2 الشبح"، التي يمكنها حمل رؤوس نووية، إلى قاعدة غواما هو استفزاز موجه ضد كوريا الشمالية. وأن "التركيز الصريح لقوات الولايات المتحدة النووية يدل بوضوح على أنها ستحاول توجيه ضربة وقائية ضد كوريا الشمالية"، كما جاء في بيان الوكالة.
ويعتقدون في كوريا الشمالية بأن حق توجيه ضربات نووية وقائية ليس من احتكار الولايات المتحدة، حيث جاء في بيان الوكالة أن "القوات المسلحة الثورية لكوريا الشمالية تجاوزت مرحلة نظام المواجهة الحربية إلى مرحلة نظام الضربات الوقائية، للوقوف بوجه الهستيريا الحربية التي تقوض سيادة وحق كوريا الشمالية في الوجود. وأن المجموعات العملياتية كافة جاهزة لتوجيه ضربات تدميرية إلى العدو عند حدوث أي استفزاز".
هذا، وأشار رئيس قسم كوريا ومنغوليا في معهد الاستشراق (الروسي) ألكسندر فورونتسوف في حديث إلى "نيزافيسيمايا غازيتا" إلى أن لعبة استعراض العضلات مستمرة في شبه الجزيرة الكورية، حيث "تكثف الولايات المتحدة نشاطها بالقرب من حدود كوريا الشمالية، كمحاولة منها لإجبارها على التخلي عن خيار الصواريخ النووية. ولكن هذا لن يؤدي إلى تخفيف حدة التوتر في المنطقة. فتخفيف حدة التوتر يمكن أن يحصل عبر الحوار فقط، وهذا سبب تصعيد التوتر".
وبحسب قوله، فإن كل طرف يعتقد أن ما يقوم به هو رد على استفزاز الطرف الآخر، وقد "تركز اهتمام وسائل الإعلام العالمية والجماهير في المقام الأول على بيونغ يانغ، التي أعلنت أن لديها الحق في توجيه ضربة نووية وقائية، والتي كثيرا ما تعلنه الولايات المتحدة. وبتذكر الكوريون الشماليون أن كوريا الشمالية أُدرجت في عهد بوش-الابن، في قائمة الدول التي تم تحديدها هدفا لضربة نووية وقائية. لذلك تعدُّ كوريا الشمالية النشاط العسكري للولايات المتحدة وحلفائها في المنطقة تهديدا مباشرا لأمنها. وأن نقل قاذفات القنابل، التي قد يكون للمشاركة في المناورات العسكرية السنوية التي ستجري قريبا، يثير بالطبع اهتمام بيونغ يانغ. وهذه التدريبات الكبرى تؤدي دائما إلى انفجار التوتر.