بينما يعتبر اكثر الشخصيات الاجتماعية الهاما وتأثيرا عل المجتمع
3 مناصب تنتظر شوقي هائل رئيسا للوزراء وزيرا للتجارة والصناعة ومحافظ للبنك المركزي
المخا ستفوج لاول مرة بينما صنعاء تعتبر الثالثة لمطاري جدة والمدينة المنورة
السعودية تبلغ حلفائها أمريكاوالامارات وحكومة عدن فتح مطاري صنعاء والمخا لتفويج الحجاج
عاجل محامون القاضية سوسن الحوثي اشجع قاضي
رجل الاعمال دغسان يحضر للمحكمة ويلتزم خطيا بالحضور غدا وينقذ شركته ومحاله من الاغلاق.
اغلاق شركته ومحالاته في حال لم يحضر
عاجل امر قهري لاحضار تاجر المبيدات المثير للراي العام دغسان غدا لمحكمة الاموال بصنعاء
نشره نجل الصحفي الخيواني ليثبت الاعتقال بسيارات طقم وباص واطفاء
شاهد فيديو لاعتقال الناشط في التواصل خالد العراسي في صنعاء بعد مداهمة منزله
نورا الفرح مذيعة قناة اليمن اليوم بصنعاء التي ابكت ضيوفها تتحدث عن ذلك
الاوراق /من /الميثاق/يحيى علي نوري
كشفت انه تم ايقاف عملها منذ6 سنوات وتعاني من جور وظلم لصالح تجار جدد من العيار الثقيل
عاجل شركة عجلان تنفي مايشاع حولها حول جرائم تهريب وبيع المبيدات الخطرة
فاق العشرات من التقارير والتحقيقات الصحفية لكشف الظلم والفساد
أقرأ كيف يقارع حسين العماد بشعره الظلم والفساد ويحوله لوقود من الجمر والدموع
لم اكن اطيق سماع صوت المعلق الرياضي العيدروس
ماجد زايد./ الفيس بوك /الاوراق
هذه قصةمحاربةرجل الدولة يوسف زبارة ومحاولة لافشال توجيهات ابوجبريل لصالح الفسده الجدد
احمو هذا الرجل.. الصحفي البرلماني الناشط والحقوقي «الملفت» فقد «حمته» حكومات سابقه
زوجات خائنات
قصتي... والطفل بائع السمسم في صنعاء
سبأ عبدالرحمن القوسي وعلى عبدالله صالح والح و ث ي والاحمر .. فأين الوطنية؟

 - متى الإنقلاب  في السعودية

- متى الإنقلاب في السعودية
الأحد, 24-يناير-2016
أوراق_برس من الاخبار -

يكذب على نفسه من يظن أن السعودية ينتظرها غد مشرق. أمام المملكة أسئلة وجودية أكثر عن مستقبل البلاد والعائلة الحاكمة؛ مع تشظي أسرة «آل سعود» إلى أكثر من فريق، أبرزها يقوده محمد بن نايف في مواجهة محمد بن سلمان. الأخير يمنّي النفس بالوصول إلى الحكم ويسانده والده. الصراع على المُلك دارت حوله أحاديث كثيرة مؤخرا، مع مرور عام على حكم سلمان. يظهر أنه إذا حدث أحد السيناريوهات المؤدية إلى تنصيب محمد بن سلمان قبل انتهاء ولاية والده، فإن البلاد والعائلة الحاكمة، مقبلة على مواجهة لا تعرف عقباها. فهل يفعلها سلمان، وسط الإخفاقات المتتالية في المستويات الخارجية والداخلية، وينصّب ابنه ملكاً... ولو هلكت السعودية؟


عد أيام قليلة من مبايعة سلمان بن عبد العزيز ملكاً على السعودية، جمع الملك الجديد في قصره كبار أمراء أسرته وعدداً من وزراء حكومته ونخبة من أركان دولته، ليلقي فيهم أول خطبة له، وليبيّن لهم مرتكزات عهده وأسس سياسته. لكنّ الحاضرين، أو المشاهدين عبر التلفزيون السعودي، فوجئوا جميعاً بمليكهم العجوز يقول لهم إن بلاده «تنعم بالأمن والرخاء والاستخراء». وجم الحاضرون، ولم يجرؤ واحد فيهم على أن يصوّب للملك زلته. وأحسّ سلمان بأنه أخطأ في النطق، فأعاد كلماته ليؤكد المعنى الصحيح الذي يقصده، فقال: «الحمد لله على ما الله عز وجلّ منّ علينا بالأمن والاستخراء، كما قلت لكم». ولمّا كان استدراك الملك أقبح من زلته الأصلية، فقد تركه القوم وشأنه يقول كيفما يشاء، ثم لم ينسوا أن يصفقوا على خطبته تصفيقاً كبيراً بعد أن انتهى من الكلام




جعفر البكلي


كما هو متوقع، غضّ إعلام النفط والغاز بصره تماماً عن زلة الملك السعودي المضحكة، بتحوير كلمة الاسترخاء إلى الاستخراء، ولكن بعض السعوديين وجدوا في هفوة سلمان بن عبد العزيز دليلاً جديداً على جدية ما يُتناقل في مجالسهم من أخبار عن أمراض الرجل الذهنية والبدنية، وأشهرها أن الملك يعاني أعراض الزهايمر، وأنه لم يعد يستطيع التركيز في كلامه أو اجتماعاته أكثر من بضع دقائق معدودات. وتروى في هذا الصدد حكايات كثيرة تُجمِع كلها على خرف «المقام السامي»، ومن ذلك أنه أوصى مرّة مسؤولاً ليبياً التقاه بأن يوصل سلامه إلى الأخ معمّر القذافي، دون أن ينتبه إلى أن القذافي قد مات وشبع موتاً!


لا شك في أن السعوديين يلذ لهم سماع مهازل ملوكهم، ولعلهم يرغبون في تداولها من أجل التندر والفكاهة والضحك على الحال التي وصل إليها «طويلو العمر»، أو ليستذكروا ما سبق أن تفوّه به ملوك آخرون من «الهراء»، كالراحل عبد الله الذي وصف ذات يوم رعيته بأنها «الشعب السعودي الشقيق»، لكنّ الواقع أن لا أحد، سوى حلقة ضيقة من الحاشية الملكية، باستطاعته أن يؤكد بدقة مستوى التردي الحقيقي الذي وصلت إليه مدارك سلمان العقلية، أو صحة ما يشاع عن مرضه بسرطان البروستاتا. أما متاعب الرجل البدنية، فهي لا تحتاج إلى التخمين. سلمان الذي بلغ، منذ أيام، ثمانين عاماً، مبتلى بأمراض الظهر والركبة، وهو خضع منذ آب 2010 لجراحة في العمود الفقري في الولايات المتحدة، وبقي للنقاهة مدة طويلة في قصر أغادير في المغرب.


«سلمان الحكيم»!


سعى الإعلام الخليجي ـ طوال العام الماضي ـ ليسبغ على الملك الجديد هالة من التمجيد والتبجيل. وما إن استقر المقام بسلمان حاكماً في قصر اليمامة في الرياض، حتى جرى توشيحه بتشكيلة مختارة من الألقاب: فهو صار «حكيم الأسرة السعودية»، و«أمين سرها ورئيس مجلسها»، وهو كان «المستشار الشخصي لملوكها السابقين». ومع أن «الحكمة» صفة ملازمة لكل رجل أو امرأة أو طفل أو رضيع في الأسرة السعودية، فإن «حكمة سلمان» تبدو من نوع استثنائي مخصوص، فهي ميزة «لا يعلم تأويلها إلا الله والراسخون في العلم». أما وسام «المستشار الشخصي للملوك السابقين»، الذي قلده الطبّالون والزمّارون لمليكهم، فهو بحق وسام مكذوب.


يريد سلمان أن يحتكر لذريته المال والسلطة المطلقة في بلاده


لأن المستشار الحقيقي لعبد الله كان دائماً عبد العزيز التويجري ثم ابنه خالد التويجري، فيما كان مستشار فيصل صهره كمال أدهم، ولم يكن للملك خالد مستشارون، فلقد كان زاهداً في الحكم. وصحيح أن سلمان كان مقرّباً من شقيقه فهد، لكن الأخير كان يسمع من أناس عديدين. ولو كان لفهد مستشار حقاً، فسيكون ابن أخيه بندر بن سلطان الذي كان عين فهد وسمعه ولسانه ويده في الإدارات الأميركية.


سلمان عُرف أكثر ما عرف بشخصيته المتسلطة والمتعصبة والرجعية، ولن تنسى سيدات الرياض كيف أنه سلّط عليهن «المطاوعة» (هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر)، فساموهنّ سوء العقاب. في تشرين الثاني 1990، يوم قاد عشرات منهن سياراتهن في شارع الملك عبد العزيز، في قلب مدينة الرياض، تحدياً للحظر المتخلف المفروض عليهن. لم يكتف سلمان بالمطاوعين عقاباً، فأوعز بأن تفصل أولئك النسوة من أعمالهن. وبالفعل فقد طردن ــ بعضهن من دكاترة الجامعات ــ من قاعات التدريس ومن أقسام المستشفيات، حتى عفا عنهن فهد لاحقاً.





للطلاع على الوثيقة انقر هنا


أما «شيعة» المملكة، فإنهم قد علموا أن سلمان لن يغفر لهم أبداً تطاولهم عليه، أيام طاردوه عام 1990، في مدن واشنطن ونيويورك وبوسطن وأتلانتا ولوس أنجلوس ودالاس أثناء حضوره الدائم إلى معارض دعائية في المدن الأميركية، أشرف عليها أمير الرياض بنفسه، وحملت اسم «المملكة بين الأمس واليوم». في تلك الأيام، كان عشرات من الطلاب السعوديين يرفعون شعارات، أمام وسائل الإعلام الأجنبية، تندد بالتمييز الطائفي في بلادهم، وتفضح القمع في بلاد النفط والسيف. وكلما حل ركب سلمان، يستقبله منتظروه بالهتاف: «سلمان،


يا سلمان... فين حقوق الإنسان؟!»


وسلمان يحب من الألقاب الكثيرة التي أسبغت عليه، لقب «أمير الثقافة»، ويحلو له أن يظهر في المحافل والمنتديات كناشر للصحافة والإعلام، وراع للمعرفة والعلوم، وضليع في التاريخ والأنساب. لكنّ وثيقة جديدة سربها موقع «ويكيليكس»، من أرشيف الخارجية السعودية تكشف مدى ضيق الملك الحالي بنشر التاريخ السعودي الذي يحتوي الأرشيف البريطاني على صفحات مهمة منه. وقد أصدر نفسه، قبل عامين (بصفته رئيساً لمجلس إدارة دارة الملك عبد العزيز) تحذيراته إلى وزير الخارجية السابق سعود الفيصل، من خطورة ما عزمت عليه «مؤسسة قطر» مع المكتبة البريطانية، وقد بدآ تنفيذ مشروع رقمنة للجزء العربي من الوثائق والمخطوطات والخرائط البريطانية المحفوظة في أرشيف وزارة الهند (التابع للمكتبة البريطانية في لندن) والمتعلقة بالخليج.


شرع القطريون في ترجمة الوثائق إلى العربية، وأخذوا يسعون إلى نشرها على الإنترنت. ولم يغب عن سلمان إدراك مخاطر هذا الأمر. فبعث إلى ابن أخيه، سعود الفيصل، رسالة يشرح له فيها مفاسد هذا المشروع القطري، ويعلمه بأن «إخراج الوثائق والمخطوطات على الإنترنت، بكل ما فيها من حساسيات ومعلومات، سيسيء إلى تاريخ السعودية، خاصة أن المحتوى يتضمن تقارير سياسية واستخبارية ومراسلات ليس مناسباً نشرها للعموم»(1).


ووثائق «ويكيليكس» التي تكشف شيئاً من شخصية سلمان، لا تظهره فقط ممتعضاً من نشر تاريخ السعودية على الملأ، بل هي تظهره أيضاً «متحمساً لمبادرة أخيه عبد الله للسلام مع العدو الصهيوني»، و«متهيباً من الإصلاح في بلاده لأنه ــ طبقاً لزعمه ــ قد تنتج منه ردود فعل سلبية، بسبب العوامل الاجتماعية والثقافية في السعودية». أما الديموقراطية، فإنها وفق حديث سلمان مع السفير الأميركي في بلاده، لا تناسب المملكة التي «تتكون من قبائل ومناطق. ولو فرضت الديموقراطية على السعوديين، فستعمل كل القبائل والمناطق على تكوين أحزاب خاصة بها»(2).


«ادفنوهم... ما نِبي منهم حيّ»


كل التسريبات عن انغلاق الملك السعودي وشخصيته المتزمتة والرجعية، هي من الأمور المعروفة في الحجاز. لكن الجديد عن الرجل وعقليته، ما أورده الباحث عبد الوهاب فقي، نقلاً عن أوساط وزارية محلية حضرت اجتماعاً عقد بعد حادثة جهيمان العتيبي في مكة المكرمة في تشرين الثاني 1979. وقد حضر ذلك الاجتماع الملك خالد، وولي العهد فهد، والأمراء سلطان ونايف، وأمير الرياض سلمان، ووزير الصناعة والكهرباء غازي القصيبي، ووزير البترول والثروة المعدنية أحمد زكي يماني، ونوقشت فيه مسائل متنوعة، إلى أن وصل النقاش إلى مسألة ما ستصنعه الحكومة مع عوائل جماعة جهيمان. آنذاك طرح سلمان وفهد فكرة دفن عائلات جماعة جهيمان (المعروفة باسم «الجماعة السلفية المحتسبة»)، وهم أحياء، برغم أن الملك خالد رفض فكرة المساس بالنساء والأطفال. كذلك حذّر رأي آخر في الاجتماع الحكومي المصغر، من الفضيحة الإعلامية والسياسية، لكن سلمان وفهد أصرّا على تنفيذ فكرتهما، وهذا ما حصل بالفعل. ويؤكد عبد الوهاب فقي أن سلمان كان مهندس العملية ضد عائلات المتمردين(3).


«سلمانكو للتجارة والإمارة وريادة الفضاء»


لم يُعرف عن سلمان التشدد فقط، بل أيضاً بحدة مزاجه، وسلاطة لسانه التي نالت من كبار أفراد عائلته أحياناً. تروي إحدى وثائق «ويكيليكس» كيف أن الأمير سلمان لم يتردد في إهانة شقيقه الأكبر عبد الرحمن، حينما أعلن الأخير الاحتجاج على تخطيه في سلّم الخلافة، عام 2006. وذلك كما ذكر المستشار السياسي للسفارة الأميركية في الرياض، في تقرير رسمي بعثه إلى حكومته، وقد زجر سلمان أخاه قائلاً له: «اخرس، وعُد إلى عملك»(4). أيضاً، لم يَسلم بنو سلمان من طبيعة أبيهم الحادة، فقد كان ينالهم التقريع والتوبيخ منه، في السر والعلانية. كتب، مثلاً، الصحافي السعودي علي سعد الموسى، مقالة في جريدة «الوطن» السعودية، ذكر فيها نموذجاً من التعنيف الذي ناله الأمير سلطان بن سلمان من أبيه، ذات مرّة، في حضور الصحافي المذكور(5).


عُرف سلمان أكثر ما عرف بشخصيته المتسلطة والمتعصبة والرجعية


لكن، يبدو الآن أن سلمان صار أكثر ليناً مع ذريته بعدما شاخ، وبعدما تعرّض لفجيعتين متتاليتين بوفاة ابنيه الكبيرين: فهد (1955 ــ 2001) الذي كان نائباً لأمير المنطقة الشرقية، وقال الإعلام السعودي إنه توفي بسبب سكتة قلبية. لكن عارفين يرددون أنه مات بسبب إدمانه الشديد للمخدرات؛ وأحمد (1958 ــ 2002)، الذي كان يشغل منصب رئيس مجلس إدارة «الشركة السعودية للأبحاث والتسويق»، وقال الإعلام السعودي إنه توفي بسبب «مرض عضال»، ويقول كثيرون إنه قضى بسبب إدمانه الكحول.


من الغريب أن الأمير أحمد مات في مستشفى الملك فيصل التخصصي في الرياض، بعد أسابيع من المعاناة. وكان أبوه سلمان يمضي رحلة استجمام في جنيف أيام احتضار ابنه، فلم يأبه لأن يعود إلى الرياض من أجل عيادة نجله. ثم إن سلمان لما سمع بموت ابنه أحمد، لم يشأ أن يرجع ليلقي نظرة وداع عليه قبل دفنه!


ولسلمان اثنا عشر ولداً وبنتاً واحدة، وأكبر أبنائه الأحياء، هو الأمير سلطان، الذي يشغل حالياً منصب رئيس «هيئة السياحة» في السعودية. ولقد نسجت أسطورة كبيرة حول الأمير سلطان في الإعلام السعودي. ولم تنفك الدعاية الرسمية تمدحه، منذ ثلاثين عاماً، فهو «أول رائد عربي ومسلم غزا الفضاء الخارجي»، لكن الحقيقة أن مهمة سلطان الفضائية كانت أكثر تواضعاً مما يروّج له الإعلام العربي. مثال ذلك أن الأمير أدرج رسمياً ضمن أفراد الرحلة المكوكية «ديسكفري»، باعتباره «حمولة» (كانت هذه هي التسمية الرسمية التي أسندتها وكالة «ناسا» لوظيفة الأمير ضمن رحلة الفضاء التي هدفت، عام 1985، إلى وضع القمر الصناعي «عرب سات» في مداره). ولم يكن صحيحاً ما زعمه الإعلام السعودي، أن الأمير أجرى تجارب علمية فضائية. بل إن سلطان نفسه أكد، في برنامج وثائقي بثته قناة «العربية» لمناسبة مرور 25 عاماً على الذكرى، أنه قضى أيامه السبعة في المكوك يقرأ القرآن إلى أن ختمه، ويتفرج على الأرض من إحدى نوافذ قمرته(6).


على كل حال، دفع السعوديون كي يتمكنوا من حجز بطاقة سفر للأمير السائح في الرحلة الفضائية، قرابة 80 مليون دولار. ومن الجدير أن نضيف أن ابن سلمان لم يكن المرشح الأصلي للسفر ضمن طاقم المكوك، بل إن الترشيحات رست أول الأمر على الطيار عبد المحسن البسام. وحينما سمع ابن سلمان بخبر رحلة الفضاء التي أزمعت بلاده أن تدرج سعودياً ضمن طاقمها من أجل الدعاية والفخر، فقد جهد ليقنع أباه بأن ابنه أولى من غيره ليكون «صاحب الإنجاز الفضائي».


برغم شهرة سلطان بن سلمان، فقد استطاع أخوه الأصغر أن يبزّه، فقد أصبح محمد أصغر وزير دفاع في التاريخ الحديث، وأحد أغنى رجال العالم وأكثرهم نفوذاً. ويثق سلمان ثقة تامة بابنه الثلاثيني، حتى إنه فوّض إليه، إلى جانب مسؤولياته السياسية، ليدير ثروته الطائلة التي جمعها منذ الخمسينيات بفضل تجارة الأراضي والعقارات، وقد درّت عليه (وعلى كثير من الأمراء الآخرين) ثروات هائلة. وكان سلمان يستفيد دائماً من سلطة منصبه أميراً لمنطقة الرياض، ومسؤولاً أول عن تطوير العاصمة، فكان يتملك الأراضي التي يعرف أن الحكومة تزمع إنشاء المرافق العامة عليها، ثم بعد ذلك يبيع تلك الأرض للدولة بأسعار باهظة(7).


لم يقتصر سلمان على تجارة العقارات في بلاده، بل سرعان ما نفذ إلى المصارف، فامتلك منذ الستينيات قرابة الثلثين من أسهم البنك السعودي اللبناني. ثم مضى بعد ذلك، في السبعينيات، إلى الاستثمار في السودان، أيام صديقه جعفر النميري، فأنفق ملايين الدولارات في أراضٍ زراعية خصبة في حوضي نهر النيل الأزرق والأبيض. وكان يطمح إلى أن يصير واحداً من أكبر مصدري الغذاء للمملكة. أما في الثمانينيات، فاستولت على «أمير الرياض» رغبة جامحة في منافسة شقيقيه الأكبرين فهد وسلطان، فبدأ هو الآخر يبني قصوراً منيفة في بلاده، وحول العالم في ماربيا وجنيف وكان وطنجة ولندن. وفي بداية التسعينيات، أدرك «الأمير» سلمان أن شركات البناء والمقاولات هي التي تدرّ المال الوافر، فأنشأ لأبنائه شركات أخذت تنافس عمالقة السوق في السعودية، حتى إن مجموعة «نسما» التي يملكها محمد بن سلمان، يتردد أنها تحاول أن تبتلع مجموعة «بن لادن» العملاقة والعريقة في ميدان المقاولات.


في هذه الأيام، صار سلمان يريد أن يحتكر لذريته المال والسلطة المطلقة في بلاده. وهو يحسب أنه يخطط ــ مع ابنه محمد ــ خططاً ذكية. لكنّ المشكلة أن نزق الابن وقلة خبرته وتهوره، مع ضعف مدارك الوالد وتعجرفه وغطرسته، قد تنحرف بالخطط وبالبلد بأكمله عن سكك الرخاء، وأسوأ من ذلك أنها قد تجرفه إلى مهاوي «الاستخراء»!

عدد مرات القراءة:2461

ارسل هذا الخبر
إرسل الخبر
إطبع الخبر
RSS
معجب بهذا الخبر
انشر في فيسبوك
انشر في تويتر

يرحب الموقع بآراء الزوار وتعليقاتهم حول هذه المادة تحديداً، دون الخروج عن موضوع المادة، كما نرجو منكم عدم استعمال ألفاظ خارجة عن حدود اللياقة حتي يتم نشر التعليق، وننوه أن التعليقات تعبر عن آراء أصحابها وليس عن رأي الموقع.
الاسم:

التعليق:

  • الاخبار اليمنية
  • صحيفة الاوراق
  • من الذاكرة السياسية ... حتى لاننسى
  • بدون حدود
  • شاهد فيديو مثيرللاهتمام
  • طلابات توظيف
  • تغطية خاصة من جريدة اوراق لمؤتمر الحوار الوطني
  • حماية البيئة
  • الدين ورمضانيات
  • اراء لاتعبرعن اوراق
  • منوعات وغرائب
  • خارج عن المألوف
  • الاقتصاد
  • اخبارتنقل عن المفسبكين وتويتر
  • ثقافة وفن
  • اوراق سريه
  • العالم
  • الرياضية