لا اخفي اني كنت ممن يرفض الحوار مع تنظيم القاعدة في اليمن نظرا لما يقوم به التنظيم من اعمال قتل عشوائية بحق اليمنيين او بحق السواح الاجانب ومن دون مبررات او مسوغات تعطيه الحق في القيام بذلك ، رغم ان هناك من يتفهم عمليات القاعدة انطلاقا من الهجمات التي تشنها امريكا على قيادات التنظيم في كل مكان وانطلاقا من اعتقال اعضاء القاعدة وسجنهم في احد الجزر الكوبية ومن دون محاكمة.
لقد عبرت في احد المقابلات التليفزيونية عن معارضتي الشديدة للحوار مع القاعدة في اليمن ، وكنت متأثرا بالجريمة الكارثية التي شنها التنظيم على جنود الامن المركزي اثناء ادائهم عرضا عسكريا تجريبيا في ميدان السبعين وأسفر ذلك الهجوم عن مقتل وجرح اكثر من ثلاثمائة جندي من جنود الامن المركزي الابرياء.
لكني بعد تلك المقابلة فكرت مليا في موضوع الحوار مع القاعدة وأخذت في الاعتبار مصلحة اليمن وحقن دماء اليمنيين ، فوصلت الى قناعة ان الحوار مع القاعدة في اليمن امر ضروري ولا بد منه كون ذلك يصب في مصلحة اليمن وأمنه واستقراره ، ويحقن دماء اليمنيين ويجنب البلاد مزيدا من الخسائر الاقتصادية الضخمة التي يتكبدها الشعب اليمني الفقير.
ان اهمية الحوار مع القاعدة في اليمن يتمثل في انه سيوقف اراقة الدماء والصراع المتبادل بين الجيش وأجهزة الامن من جهة وتنظيم القاعدة من جهة اخرى وهذا بحد ذاته انجاز كبيرا ، كذلك سيتوقف العنف الذي تشهده البلاد من شرقها الى غربها و من شمالها الى جنوبها وهو ما سيحقق استقرارا سياسيا واقتصاديا يمكن اليمن من تجاوز الصعوبات والعقبات الاقتصادية التي تعانيها الان.
كما ان الحوار مع القاعدة ايضا سيؤدي الى انخراط عناصر القاعدة في المجتمع اليمني وتحويلهم الى قوى فاعلة داخل المجتمع بدلا من ابقائهم معاول هدم للدولة اليمنية والتنمية والبناء التي ينبغي تنفيذها في المستقبل القريب ، كذلك سيؤدي الحوار مع القاعدة الى نهاية العمليات الارهابية وهو امر مهم جدا لأنه سيمكن اليمن من استعادة سمعته الدولية كبلد عصري ومتحضر جاذب للاستثمارات العربية والأجنبية وجاذب ايضا للسياحة باعتبارها من اهم روافد الاقتصاد الوطني.
يرحب الموقع بآراء الزوار وتعليقاتهم حول هذه المادة تحديداً، دون الخروج عن موضوع المادة، كما نرجو منكم عدم استعمال ألفاظ خارجة عن حدود اللياقة حتي يتم نشر التعليق، وننوه أن التعليقات تعبر عن آراء أصحابها وليس عن رأي الموقع.