اوراق برس من تعز -
تشتوا الصدق؟
سلام الله على مأرب وأهل مأرب، من يؤيدون الغزو الخليجي أو من يقاومونه.
أكثر من سبعة أشهر وهم يتقاتلون مع الحوثييين.. دون أن يقولوا:
مأرب حقنا، والنفط حقنا، والغاز حقنا، والكهرباء حقنا، ونشتي دولة وحدنا، وايش جاب صاحب صعدة عندنا، وهذا الصعدي أو الشمالي أو الجنوبي أو الزيدي أو الشافعي أو القبيلي ليش جاء يغزو أرضنا..؟!
لم يقولوا شيئا من ذلك..
لم يطردوا أويضايقوا حمدي البكاري لأنه صحفي من تعز، كما فُعِل به في عدن.
لم يطردوا مقاوتة عنس والحدأ لأنهم "زيود" كما حدث في مناطق المخلافي والقاعدة بتعز.
لم يطردوا أصحاب ريمة وعتمة لأنهم دحابشة كما حدث في الجنوب.
لم يذبحوا أصحاب عمران لأنهم فقط من عمران كما فُعل في مناطق "مقاومة" تعز.
لم يعدموا عمالاً من تعز رمياً من أسطح البنايات، لأنهم "عملاء للحوافيش" كما حدث في الجنوب.
معارك على أشدها في مأرب، وكل اليمنيين، كلللل اليمنيين من كل مناطقهم، موجودون في مأرب، سكانا أو عمالا أو حتى مقاتلين، لا يخاف أحدهم على نفسه إلا من نيران المعارك أو من طائرات العدوان، أو من الجرائم "الجنائية" فقط.
كم عدد مشاهد الإعدام والسحل والصلب والحرق التي شاهدناها قادمة من مارب، خصوصا بعد سقوط مناطق الأشراف الموالين للحوثي واقتحامها من قبل الموالين للغزو (رغم وجود أحاديث غير مُثبتة حتى الآن عن بعض أعمال قتل محدودة)؟؟
لاشيء
هؤلاء، يا قوم، هم القبائل الذين ينظر إليهم العنصريون، المناطقيون، الطائفيون، منكم، باعتبارهم بؤرة التخلف والهمجية والمناطقية!!
عمري ما مجدتُ منطقة على منطقة ولا مجتمع على مجتمع، ولا أفعل ذلك الآن، (فأنا ضد التعميمات الأخلاقية والإجتماعية بشكل عام، كموقف معرفي وفكري ثابت لدي) ولكني هنا ألفت الانتباه إلى انحطاط "نُخبٍ" في "مناطق" لا إلى انحطاط "المناطق" نفسها، وإلى حالة الفصام المريعة لدى كثرةٍ من أعضاء النخبة غارقةٍ في نرجسياتٍ عصبوية تثير الشفقة.
الساسة والجماعات والأحزاب والمثقفون والإعلاميون والناشطون (أي: مرجعيات المجتمع) هم الخطيئة المقصودة، هم من يتبنون أسوأ ما في خطاب الشارع، ووعي الشارع، عند الأزمات الحادة، من "كراهية" و"عصبوية"، ويحولونه إلى "موقف" رسمي أو مُرَسَّمٍ لكل أدائهم..
أما المجتمعات والمناطق فتخلف اليمنيين من بعضه، من صعدة إلى المهرة، ومافيش حد أحسن من حد إلا بمقدار اقتراب أو ابتعاد كلٍ من الحد الأدنى من قيم الحرب والسلم، واحترام أو عدم احترام كلٍ لفكرة "الوطن الواحد"؛ بوعي وقناعة أو هكذا بالطبع والطبيعة.