أوراق برس من صنعاء -
إذا أمهلها القدر بالعيش للتاسع من سبتمبر القادم، ستواصل الملكة البريطانية إليزابيث الثانية تحطيم الأرقام القياسية، حيث ستسجل رقما جديدا بكونها العاهلة البريطانية التي تولت العرش لأطول فترة، وهو رقم قياسي تنوي لندن الاحتفال به، حسب موقع صحيفة «تليجراف» البريطانية.
وبهذا الرقم ستتجاوز إليزابيث الثانية حكم الملكة فيكتوريا التي بقيت على العرش 63 عاما و216 يوما بين عامي 1837 و1901.
ومع استمرارها لهذه الفترة الطويلة، باتت العائلة المالكة تضم الآن أربعة أجيال وهو أمر غير مسبوق منذ عهد الملكة فيكتوريا.
وإلى جانب المملكة المتحدة تحكم الملكة على 15 بلدا من بينها كندا وأستراليا وجامايكا، وهي عميدة سن الملوك والملكات في العالم منذ وفاة الملك السعودي عبدالله بن عبدالعزيز في يناير الماضي عن تسعين عاما، إلا أنها ليست صاحبة أطول عهد على الصعيد العالمي فملك تايلند بوميبول إدوليادي البالغ 87 عاما، اعتلى العرش في العام 1946.
عن توليها للحكم، تقول الملكة إليزابيث، 89 عاما، «إنها وظيفة مدى الحياة»، وليس من المتوقع أن تتخلى عنها على النقيض من بعض ملوك أوروبا في الآونة الأخيرة بل وأحد الباباوات، بالرغم من أن العرش لم يكن في بالها يوماً، إلا أن القدر هو من أوصلها إلى العرش، حيث تخلى عمها إدوارد الثامن عن العرش بسبب حبه للمطلقة الأمريكية واليس سيمسون، الأمر الذي أدى إلى جلوس والدها جورج السادس على العرش، عندما كان عمرها عشرة أعوام، حسب صحيفة «الشرق الأوسط» اللندنية.
وبعد وفاة والدها أصبحت الملكة إليزابيث الثانية ملكة لبريطانيا بتاريخ السادس من فبراير 1952، بعمر الـ 25 عاما، وعن ذلك تقول الملكة: «بشكل أو بآخر لم أمر بفترة تأهيل للعرش. توفي والدي في سن صغيرة للغاية، لذا كان تولي العرش مفاجئا، وكان عليّ أن أبذل أفضل ما أستطيعه»،
والواقع أن ما تقوله الملكة يبدو منطقيًا، خاصة في ظل عدم الشعبية التي لا يحظى بها ابنها تشارلز البالغ من العمر 66 عامًأ، خاصة بعد وفاة زوجته الأميرة ديانا وما ذاع بشأن الخلافات التي نشبت بينهما، أما الملكة فإن غياب انفعالاتها وإظهارها تماسكًا وحزمًا في كل قرارتها إنما أضاف إلى رصيدها الشعبي.
هي امرأة محبة للعمل، ملتزمة بتعاليم الديانة المسيحية، وعلى رأسها الالتزام، والتمسك بأخلاقيات العمل، والدقة في المواعيد، تعلم جيدًا أنها كانت لتقضي وقتًا أطول في رعاية ابنها تشارلز وقت أن كان بحاجة إلى رعايتها كام، بدلًا من إحالة الأمر برمته للمربيات، ما أشعره بأنه لا مكان له بقلب أمه، خاصة في وجود زوجها الأمير فيليب، وكان وقتها دوق أدنبره، اللذين شكل زواجهما واحدًأ من الزيجات الذهبية في الأربعينيات، ولم يكن من الممكن أن تلمس ملامح شخصية إليزابيث كامرأة إلا من خلال هذا الزواج الذي استمر لـ86 عامًا، حديث الأربعينيات ووكان من الصعوبة بمكان وقتها أن تدرك أي لمحات من حياة إليزابيث كامرأة.
وبرغم ما تتمتع به إليزابيث الثانية من قدرة على تفحص الأمور واستقرائها، فإن الملكة لا تظهر ذلك حتى حين التقى بها الصحفيون الستراليين فإنها حرصت عى أن تبدو واقعية تتحدث في حدود المعطيات والواقع الراهن، يستهويها تربية الخيل، ومتصفحة نهمة لللإنترنت، حسبما يتضح من مذكراتها التي كتبها لها إنجريد سيوارد.
وخلال فترة حكمها عايشت الملكة إليزابيث 12 رئيسا للوزراء بداية من ونستون تشرشل، وودعت الإمبراطورية البريطانية التي أنشأها أسلافها، وامتدت حدودها من كينيا إلى هونغ كونغ، فيما لا تزال وجهات نظرها بشأن الموضوع لغزاً، لأنها لم تُجرِأي مقابلة خلال فترة حكمها الطويلة.
وبرغم السيناريوهات التي يحيكها الكثيرون بشأن تنازل الملكة عن الحكم وإمكانية وتجاوز جيل، لأجل وصول ويليام وكيت للعرش، فإن القطاع الأكبر من البريطانيين يروا أن بقاء الملكة على العرش وتحطيمها رفمًا قياسيًا في فترات الحكم هو حقًا أمر يستحق الاحتفاء.
