في جلسة علمية استمرت ساعتين استعرض أطباء عالميون علاجاً جديداً لمرضى سرطان الرئة «غير صغير الخلايا» في الشرق الأوسط يمكن استخدامه بشكل منفرد أو مجمع – عن طريق الجراحة والإشعاع والعلاج الكيميائي، بالإضافة إلى الكشف عن أحدث أنواع العلاجات التي تعرف بـ«العلاج المستهدف أو الموجه».



الجلسة العلمية التي نظمتها شركة «بوهرنجر إنجلهايم» العالمية أخيراً في دبي كشفت عن تجارب الدراستين«Lux Lung 3» و«Lux Lung 6» لعلاج المرض ومدى قدرة العلاج على زيادة إجمالي معدلات البقاء على قيد الحياة لاسيما بالنسبة للمرضى الذين يعانون من ما يسمى «بـ حذف لكسون 19» وتأخير تطوّر الورم لدى المريض وتحسين الأعراض المتصلة بسرطان الرئة.



وأجمع الاطباء المشاركون في الجلسة أن مرض سرطان الرئة يعد من أكثر أنواع السرطان شيوعاً في العالم, وفي منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، حيث تشهد حالات الإصابة بسرطان الرئة ارتفاعاً مستمراً حيث يتمّ تشخيص أكثر من 16,000 حالة جديدة تبلغ نسبة المرضى الذكور منها 79,9 في المئة ونسبة الإناث 20,3 في المئة في الدول العربية.



وتشير البيانات المتوافرة حول العبء الذي يشكّله السرطان على بلدان العالم العربي إلى ارتفاع معدلات الإصابة بالمرض نظراً لعوامل كثيرة مثل التقدم في السن، واتباع النمط الحديث في المعيشة، واستمرار النمو السكاني بالارتفاع، ما يشير إلى أن مشكلة السرطان ستستمر في المستقبل. ورغم التقدم الذي تمّ إحرازه في التوعية بالمرض وكيفية علاجه، إلا أن المعدل النسبي للبقاء على قيد الحياة في المنطقة هو 5 أعوام.



وأكد الأطباء أن سرطان الرئة ليس مرضاً واحداً فحسب بل يمكن تصنيفه ضمن مجموعتين فرعيتين هما: سرطان الرئة غير صغير الخلايا «NSCLC» وسرطان الرئة صغير الخلايا «SCLC» ويعدّ سرطان الرئة غير صغير الخلايا النوع الأكثر شيوعاً على مستوى العالم حيث يشكّل ما نسبته 85 في المئة من إجمالي حالات سرطان الرئة.



كما ناقش الاطباء أيضاً التحديات التي يمثلها علاج سرطان الرئة غير صغير الخلايا حيث لم يعد يتمّ إحراز أي تقدم يذكر في الطرق الكيماوية لمعالجة المراحل المتقدمة من المرض وبالتالي شرح الأطباء أهمية إجراء فحوصات «EGFR» (مستقبلات عامل نمو الخلية) والفوائد التي تعود بها العلاجات المستهدفة وهي طريقة انتقائية في العلاج قادرة على استهداف خلايا جزيئية محددة أو التعامل مع مجموعات فرعية معينة من الطفرات.



وفي هذا الإطار، قال الاستشاري في وحدة أورام الصدر بمستشفى جامعة هيرليف في كوبنهاغن بالدنمارك الدكتور أنديرز ميليمغارد،: «تعدّ العلاجات المستهدفة في غاية الأهمية لعلاج بعض المجموعات الفرعية من سرطان الرئة غير صغير الخلايا ولاسيما العلاجات التي تستهدف طفرات«EGFR» وبالمقارنة مع العلاج الكيماوي، تحدِث العلاجات المستهدفة أثراً علاجياً مباشراً على الخلية السرطانية، وبالتالي فهي أقل ضرراً على الخلايا السليمة.



وتابع ميليمغارد «لتحديد أفضل طريقة لعلاج المريض، ننصح بإجراء فحوصات EGFR لتكوين فهم أفضل للطفرات التي تحدث ضمن الخلية».



من جهته قال رئيس قسم طب الأورام، مستشفى توام بالاشتراك مع جون هوكبنز الطبية، العين، الدكتور محمد جلودي أن «أورام سرطان الرئة سببها انقسام ونمو خلايا غير طبيعية مبطّنة للمجاري الهوائية داخل أنسجة الرئة ويكون ذلك النمو والانقسام أسرع من المعدل الطبيعي لنمو وانقسام الخلايا السليمة».



وتابع«نظراً لأن ظهور الأعراض والمؤشرات على وجود المرض يستغرق زمناً معيناً، فإن حوالي ثلثي مرضى سرطان الرئة يتمّ تشخيص المرض لديهم في مرحلة متأخرة ما يجعل معدلات الشفاء منه منخفضة جداً 12,13. وبالتالي، وبحكم تخصصنا في هذا المجال، فإننا نتعاون مع«بوهرنجر إنجلهايم»من أجل زيادة التوعية حول المرض وتشجيع الناس على إجراء فحوصات دورية كي نتمكن من اكتشاف سرطان الرئة في مراحلة الأولى».



من جهته، قال رئيس قسم أدويه علاج الأورام في «بوهرنجر إنجلهايم» الشرق الأوسط وتركيا وأفريقيا: الدكتور شريف خطّاب، «نحن متحمسون للكشف عن هذا المجال الجديد لعلاج الأورام الذي تطلقه بوهرنجر إنجلهايم في منطقة الشرق الأوسط والذي يركز بصورة رئيسة حالياً على سرطان الرئة»،.



وأضاف: «إن إطلاق مجال علاج الأورام من «برهرنجرإنجلهايم» يؤكّد على التزامها طويل الأمد في تزويد علاجات متقدمة للسرطان من خلال اكتشاف وتطوير خيارات علاجية مبتكرة تهدف إلى تحسين حياة المرضى وعائلاتهم».



من جانبها، قالت مندوبة جمعية ملائكة الرحمة لدعم مرضى السرطان، غدير كونا، وهي إحدى المجموعات المتخصصة في الدفاع عن المرضى المصابين بالأورام السرطانية: «باعتبارنا جمعية تهدف إلى تقديم الدعم والتثقيف والتوعية حول مرض السرطان في الإمارات، فإننا نتفهم المضاعفات والإحباطات والتحديات التي تواجه المرضى يومياً سواءً في حياتهم الشخصية أم المهنية ولاسيما أثناء فترة العلاج».



وأضافت«مع إطلاق هذا المجال العلاجي الجديد لمرضى الأورام في بلدان منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، ستواصل بوهرنجر إنجلهايم» تركيز أبحاثها على تلبية الاحتياجات التي لم يتمّ تلبيتها حتى الآن وتطوير علاجات مستهدفة تلبي متطلبات مرضى السرطان في المنطقة.