غبي في صنعاء وغبي في الرياض
كتب : قلم رصاص
pinpen677@gmail.com
مشروع هدنة بعد هدنه وأخيرا هدنه رتبها المبعوث ألأممي ولد الشيخ وأعلنتها الأمم المتحدة تبدأ يومنا هذا الجمعة, لكنها هدنه ما لبثت ان خرقت من أحد الأطراف المتحاربة على الأرض والجو , لأن الهدنة لم تكن بين طرفي الحرب , بل كان بين المبعوث ألأممي والجانب السعودية , وبين المبعوث ألأممي والجانب اليمني , بالتالي فان خرقها مشروع تجاه وسيط ضعيف يمارس دور مخزي للأمم المتحدة في اليمن , وطرفين قويين لم نر أنهما وقعا على بنود هدنة منشورة بشفافية.
كل هدنه تبحث وتقر بشان الحرب على اليمن , تخرق بعد سويعات , لابد ان هناك مستفيد وتجار حروب يعملون على ذلك أو سياسيين وقادة توقف الحرب سيعريهم ,,,
أيه الشعب اليمني العظيم الجسور , أيه الشعب السعودي الغني المقهور, لنتفحص المسالة ,,,
في اليمن هناك جماعة انصار الله الحوثية العقائدية تحكم بسلطة الامر الواقع وبتوطؤ من حزب المؤتمر الشعبي العام الخاص بالرئيس السابق صالح, وهذه الجماعة تؤمن بان انتصاراتها مدعومة من الله بصورة مباشرة وان يد الله تضرب معهم ضد أناس مسلمين لأنهم على باطل في ارض الجرمين الشريفين , وان الانتصارات على الأرض هي بكافاتهم الذاتية والرئيس صالح وحزبه يغذون هذا الاعتقاد بقوة لأهداف إستراتيجية انتخابية , وهذا الاعتقاد غير دقيق ووهم ينقع أنصار أنفسهم به بغرض الاستمرار والتبرير , وما انتصار أنصار الله على الأرض في حقيقته هو بتضافر جهود القوات المسلحة اليمنية وصبر الشعب اليمني على إدارة أنصار الله الفاشلة لمرافق الحكومة والحصار السعودي والدمار والخراب وانهيار مؤسسات الدولة والافتقار للخدمات الأساسية, ومع هذه الحقيقة فليس من مصلحة أنصار الله كسلطة أمر واقع ان تتوقف الحرب في هذه المرحلة كون شعبيتهم "صفر" والمواطنين لم يعودوا يطيقوا حكمهم وإنما صبر الناس عليهم فقط لمجرد أنهم يقاتلون إلى جانب الجيش اليمني والقبائل العربية المتاخمة للحدود السعودية وعلى أمل يروجه أنصار الله باستعادة الأراضي اليمنية (نجران وجيزان وعسير والوديع والربع الخالي) التي فرطت فيهما اتفاقية الطائف أبان حكم الإمام يحي حميد الدين واتفاقية ترسيم الحدود عام 2000م أبان حكم الرئيس السابق علي عبدالله صالح.
في الجانب الأخر الشعب العربي في نجد والحجاز وحكامه من أل سعود المستأثرين بالحكم , يقف سيد الموقف من نظرتهم لعدوان على اليمن , اعتقاد خاطئ بان هناك خطر شيعي داهم يهدد الوجود الوهابي الذي قام عليه نظام حكمهم , ويزيد هذا الاعتقاد رسوخا التحليلات والاستشارات والإنذارات الأمريكية للكيان السعودي من المد الشيعي لأراضي نجد والحجاز , والتي ورآها تمرير صفقات سلاح بمليارات ستحققها الخزينة الأمريكية , بالإضافة للانتصارات التي حققها الجيش اليمني والقبائل العربية على الحدود اليمنية السعودية على مستوى الأرض والميدان وبعض الخسائر على المستوى البشري للكيان الحاكم السعودي وهذا الأخير زاد الطين بله. وحقيقة الأمر ان الشعب اليمني لا يمت بصلة مباشرة للمد الشيعي ولا يعتنقه , فاغلب اليمنيين هم شوافع وزيود وقله من الحنفيين , وأما الدعم الإيراني لجماعة الحوثي ما هو إلا سياسي يقوم على أساس تبادل المصالح المشتركة المشروع عالميا , وان تقاطعت مع بعض مصالح دول أخرى , ويندرج كمثله من الدعم القطري والإماراتي والسعودي لبعض الجماعات اليمنية في الداخل والخارج اليمني وبعضه من طرف في إطار سياسي مصلحي في واقعه , ويتلاقه طرف آخر على أساس إيديولوجي مصلحي في واقعه.
إذن الهدنة والحرب تتأرجح بين غبي فاشل في اليمن على حساب الشعب اليمني, وبين غبي في الرياض أعمى البصيرة على حساب الشعب العربي في نجد والحجاز.