أمم - خاص:

وفي بداية الحفل الذي اقيم تحت رعاية وزارة الشئون الاجتماعية والعمل وبتمويل من جامعة (ازال للتنمية البشرية) اكدت الدكتورة بلقيس ابو اصبع رئيسة إتحاد منظمات المجتمع المدني (أمم) ان عملية تأسيس اتحاد (أمم) جاءت استجابة لحاجة وضرورة ملحة استدعتها ظروف ومتطلبات المرحلة العصيبة التي تمر بها اليمن، والمتمثلة في الحروب الداخلية والخارجية، والحصار الجوي والبري والبحري وما نتج عن ذلك من تداعيات كارثية افقدت غالبية الناس اعمالهم ومصادر رزقهم، لافتة الى المعاناة الكارثية التي يتجرع مرارتها النازحين في مختلف المحافظات.

واشارت ابو اصبع في كلمتها الى ان اتحاد (أمم) أخذ على عاتقه التخفيف من تلك الاعباء مبينة انه حصر دوره واهتماماته على الاهتمام بالمجالات الانسانية والاغاثية والحقوقية والتنموية المتعلقة بحياة الناس والتخفيف من معاناتهم وتوفير لقمة عيشهم وان اﻻتحاد جاء من اجل الانسان والانسان فقط.

واشارت ابو اصبع الى ان ظروف ومعطيات واقعنا المعاش اليوم تحتم علينا جميعا كمنظمات مجتمع مدني فقط وأحزاب ومكونات سياسية وجهات ومؤسسات رسمية ورجال اعمال.

وقالت" يجب ان نضع ايدينا مع بعض، ونستنهض الهمم، ونتجرد من ولاءاتنا وانتماءاتنا ونخلع عباءات الحزبية والطائفية والعنصرية لنقف وقفة جادة ومسؤولة الى جانب هذا الشعب المغلوب والجائع من خلال طرق كل الابواب والبحث عن كافة الفرص وبشتى الطرق والاساليب الممكنة في سبيل توفير لقمة العيش لاخواننا وابناء جلدتنا من البسطاء وانقاذ ما يمكن انقاذه من الارواح التي باتت تلفظ انفاسها كل دقيقة وساعة.

ودعت الدكتورة ابو اصبع ممثلو المنظمات الدولية في اليمن والعالم اجمع الى تحمل مسئولياتهم وواجباتهم تجاه هذه الامة، ومراعاة الوضع الكارثي الذي يفتك بها، والعمل على سرعة تقديم المساعدات الاغاثية بما يضمن توفير ولو الحد الادنى من مقومات البقاء لهذا الشعب .. مؤكدة ان اتحاد (أمم) سيعمل جاهدا على الوقوف الى جانب تلك المنظمات ويسهم معها بما يضمن ايصال المساعدات الى مستحقيها في كافة مناطق ومحافظات الجمهورية.

كما خاطبت رئيسة اتحاد امم في كلمتها كافة الاطراف والمكونات السياسية اليمنية، والقوى الاقليمية المتصارعة، والمنظمات الانسانية الدولية والعالم اجمع - بضرورة تحكيم العقل والمنطق والنظر الى هذا الشعب بعين الرحمة والعطف، وليعملوا سويا على وقف هذه الحرب الملعونه التي فتكت باليمنيين وشردتهم ومزقتهم وحولت حياتهم الى جحيم.

محذرة من مغبة استمرار الصمت والتغاضي عن ما يجري في الساحة اليمنية الذي قد تكون له عواقب وخيمة لن يستطيع احد احتواءها.

مؤكدة في ختام حديثها ان اتحاد (امم) انشئ وسيظل عبارة عن اتحاد مدني انساني طوعي مستقل، غايته الاسمى خدمة الانسان اليمني فقط وبعيدا عن اية اعتبارات، وهو ملك لهذا الشعب وليس حكرا على احد .. وسيظل فاتح ابوابه لكل الخيرين والراغبين في العمل الانساني الطوعي افرادا ومنظمات بمختلف توجهاتهم وتخصصاتهم.

من جانبه اكد القائم باعمال وزير الشئون الاجتماعية والعمل عبده محمد الحكيمي  (راعي الحفل) ان الواقع المعاش الذي تمر به اليمن اصبح مأساويا، واصبح لزاما على كل الاطراف العمل بجدية لوقف الحرب وايقاف الحصار المفروض على البلد باي طريقة كانت حتى تتمكن الجهات الاغاثية من تدارك الوضع وانقاذ الشعب.

واشاد الحكيمي بالتجربة الفريدة التي ابداها اتحاد (امم) في احتواء عدد كبير من المنظمات تحت مظلة واحدة، متمنيا له ان يواصل سيره بخطا حثيثة ودقيقة ومدروسة وبعيدا عن اية اعتبارات، وان يتمكن من تحقيق اهدافه السامية في انقاذ الشعب بالشكل المطلوب.

منوها الى ان الوزارة ستواصل دعمها ومساندتها للاتحاد وستذلل له كل الصعاب حتى يتمكن من تحقيق اهدافه في اغاثة الناس وخدمة البسطاء في شتى المحافظات.

بدوره دعا عضو الهيئة الادارية للمجلس المجلس بامانة العاصمة رئيس لجنة الشئون الاجتماعية بالامانة حمود النقيب في كلمته اتحاد منظمات المجتمع المدني (أمم) - الى ضرورة ان يجسد اهدافة وغاياته قولا وعملا وان يواصل عمله بشكل حيادي مركزا على الجانب الانساني، وان ينأى بنفسه عن كل ما قد يحرفه عن مساره.

وسرد النقيب بعض التفاصيل الخاصة بالمعاناة الشديدة التي يواجهها اليمنيين في مختلف المحافظات والناجمة عن استمرار الحرب الداخلية والخارجية .. مشددا على ضرورة ان يتحمل الجميع مسئولياتهم ويعملوا جاهدين على بحث كل السبل التي من شأنها ان تضع حدا لتلك الحروب وتحد من تداعيات الوضع الانساني الذي يتداعي يوما بعد يوم.

فيما اشاد ممثل منظمة فريدريش ايبرت الالمانية محمود قياح في اليمن بالدور الانساني السامي الذي اخذه اتحاد امم على عاتقه و المتمثل في مساعدة البسطاء .. مبينا ان المنظمات الدولية لن تتوانى في اقامة جسور من الشراكة الفاعلة والحقيقية مع الاتحاد، مطالبا قيادة الاتحاد ببذل المزيد من الجهود خلال الفترة القادمة بما يضمن وصول صوته ورسالته لكل المنظمات الدولية في العالم.

وتخلل الحفل عرض اربعة (فلاشات) تلفزيونية احدها خاص بالتعريف باتحاد منظمات المجتمع المدني (أمم) واهدافه ورسالته ورؤيته .. والاخر خاص بتصوير حجم الكارثة الانسانية التي يعانيها النازحين في مختلف المحافظات .. فيما حمل الفلاش الثالث عبارة نداء للعالم اجمع للمطالبة بايقاف الحرب الخارجية والداخلية التي تفتك بالشعب اليمني ومقدراته.

عقب ذلك أعلن إتحاد منظمات المجتمع المدني (أمم) عن تدشين حملته الاغاثية الحالية التي تحمل إسم (أرق أفئدةً)، وتحت شعار (تقاسموا طعامكم بالسوية) - بشكل رسمي، كما تم الاعلان عن فتح باب التبرعات للحملة .. حيث تبرع عدد من الحاضرين بمبالغ مالية مختلفة للحملة.

واقيم على هامش الحفل ورشة عمل خاصة حول تداعيات الوضع الانساني في اليمن استعرضت خﻻلها ورقة عمل تنال فيها رئيس الدائرة اﻻعﻻمية منصور الصمدي مقتطفات عن الوضع الانساني في اليمن.

اعقب ذلك تقسيم المشاركين الى اربع مجموعات عمل  .. تناولت كل مجموعة محورا من محاور الورشة الاربعة وهي (الوضع الانساني في اليمن - اولويات عمل المنظمات الدولية في اليمن - معوقات عمل المنظمات الانسانية في الاوضاع الراهنة في اليمن - اليات واطارات تفعيل العمل الانساني في اليمن).