أنهم مزروعون بيننا، مدسوسون يثيرون الفتن، ينفذوا الاغتيالات، يزعزعون الآمن والآمان، يدبرون المكايد ويتفنون.. أنهم بلاطجة وأذناب النظام المخلوع، الذين لازالوا يمتلكون المال، النفوذ، المناصب، العقارات، الاستثمارات خيراتنا وثرواتنا التي نهبوها لسنين.. بحماية من النظام المخلوع أو ما يسمونه حالياً الزعيم، لم يتم معاقبتهم أو محاسبتهم أو حتى الحد من نفوذهم وفسادهم.

في كل الوزارات والمرافق الحكومية مندسين ليثيروا الفتنة، في وزارة التعليم العالي وبينما نحن نستلم مستحقات شهرية من أمين الصندوق، ونحن في زحام شديد أزعجني أن الموظفين من الذكور مسيطرين على المكان بأكمله.. ولم يعطونا فسحة نحن الموظفات لنأخذ دورنا كما يفعلون كل مرة، وعندما رأيت من الذي تصدر هذه الفوضى رأيت أنه ضابط من حراسة الوزارة ووراءه اثنان من حراسة الوزارة من العسكريين.

تحدثت إلى أحد موظفي الوزارة في اعتقادي أنه سيعالج الموضوع ويتحدث إلى مثيري الفوضى هؤلاء، رد على قائلاً: أنه أفندم وهو مسئول حراسة الوزارة، قلت له وإن يكن..!! ليس له الحق أن يخلق الفوضى سواء كان أفندم، وزير أو حتى رئيس الجمهورية.. جميعنا نستلم مستحقاتنا من الشخص عينه، ولا يحق لأحدنا أن يتعدى على خصوصية الأخر، ينافسه في دوره ويحرمه من أبسط حقوقه، فالمواطنة المتساوية هي ما ننشد ونتمنى، رد مرة أخرى بأنه الأفندم وأنه له الحق بالتقدم أمامنا جميعاً، قلت له هذه هي مشكلتنا أننا أخفضنا رأسنا وتخلينا عن أبسط حقوقنا لـ "33 عاماً" كفانا استسلام، رد علي بعنجهية ولؤم أنتم لازلتم بعقليتكم الرجعية، يقصد بنحن نحن من طالب الثورة والتغيير، لأنه من أتباع وأذناب النظام المخلوع وبلاطجة الزعيم، أتحرج عندما أتلفظ بهذه الألفاظ لكننا لا نجد ما يناسبهم غيرها، وزاد بجنون وحقد كبيرين قائلاً: أن ثورتنا هي السبب وهي ما أضر باليمن، مشكلتنا أننا لا نعرف حقوقنا وصرنا نتغاضى ونقصر كثيراً بحق انفسنا.

أيام ثورتنا المباركة كانت الوزارة منقسمة نصفين، أناس أحرار وشرفاء مع الثورة ومع الحرية.. وآخرين ضد الثورة وضد كل من هو مع الثورة، فلقد كانوا يتحرشون بنا دائماً ويرمون لنا بالكلام في مكان، سمعت أحد مدراء العموم يتحدث إلى أشخاص كانوا في مكتبه كلهم ضد الثورة وبعالي صوته يقول أن الثوار في ساحة التغيير يجب أن يصلبوا هناك في نفس المكان، سمعنا الكثير وعانينا الكثير، وكنا في صراع دائم، معهم حالنا حال باقي الشرفاء والأحرار في باقي الوزارات والمرافق الحكومية الذين كانوا يتواجهون مع أذناب وبلاطجة المخلوع.

ضمنت المبادرة الخليجية وجودهم بيننا رغم تلطخ أيديهم وضمائرهم بدمائنا وحرياتنا، بعض الوزراء، رؤساء الهيئات، السفراء، أعضاء مجلسي النواب والشورى ومدراء المكاتب التنفيذية الذين عاثوا في الأرض فساداً ولازال غالبيتهم يطبقون ويمشون على خطا سير النظام المخلوع، مدراء المكاتب التنفيذية الذين من النادر جداً أن نجد أحداً يذكرهم ويحاسبهم، مع أنهم افسدوا ولازالوا، نهبوا ولازالوا، ظلموا ولازالوا، ابتدعوا الكثير والكثير..

المبادرة الخليجية التي جاءتنا من الشقيقة المملكة العربية السعودية، التي تظهر لنا ودها وحبها يوماً بعد يوم، فأراضينا هي الوصية عليها، فلقد ضمن لها النظام المخلوع أن تبتاع وتأخذ أراضينا وتنهبها، الشقيقة التي ضمن لها النظام المخلوع أن تتاجر بآدميتنا وحرياتنا، وتعبث وتنتهك أدمية وحرية العمالة اليمنية، التي شيدت وبنت أسس المملكة منذ أمد بعيد، ولازالت تخلص نيتها مقابل ما يرمى لها من الفتات، وما يطبق عليها من سياسات، نهب وتسلط الكفيل، وما يحدث هذه الأيام من طرد العمالة اليمنية خير دليل، بموجب القوانين التي سنتها الشقيقة مؤخراً ما هو إلا نتاج سياسات النظام المخلوع، ما يحصل اليوم للعمالة اليمنية جرم كبير لا يغتفر، فلم تعد بحاجتنا الشقيقة بعد أن اكتفت ونهبت أراضينا وصادرت كرامتنا وحرياتنا، الزعيم المخلوع هو من تاجر بكرامتنا وعبث بحرمتنا.. وكان يشحت باسم كل اليمنيين في كل مكان، سمعت كلام من امرأة حرة وعزيزة قالت: يردوا لنا أراضينا وخيراتنا التي نهبوها أولاً، ويخرجوا كل اليمنيين من بلادهم لا نريد منهم شيئاً.