وعمر راشد يؤكد علي تطوير الموظفين بما يساهم في حماية حسابات العملاء
بنك اليمن الدولي يقيم دورتين حول الجودة والتهديد الأمني السيبراني وعمر راشد
ليلى ناشر اليمنية تتميز في امريكا في تطوير التعليم لليمنيات المهاجرات
لاول مرة. .رغم عدم الافصاح عن مصير المبيدات التي اخرجت بالقوة من موقع الاتلاف
محاكمة أكثر من 16رجل اعمال وشركة منهم دغسان والرياشي وعجلان واخرين
كما كشف عن سبب اعلان ايران للعالم انها ستقصف. ولم يذكر اليمن
رئيس تحرير صحيفة الاهرام المصريةسابقا يكشف حقيقة هجوم ايران على اسرائيل والخسارة
ماهي الكارثة الاليمة المتوقع حدوثها في شهر شوال أو مايو القادمين في اليمن ؟
رئيس تحرير موقع الاوراق يطالب من رئيس جهاز الامن كشف المتصل ومن نقابة الصحفيين تضامن
عاجل تهديد بسجن الصحفي طاهرحزام من رقم مقيد يدعي انه أمن ومخابرات صنعاء بسبب فيدوهات
قالت بانها مهدد بفصلها من قناة السعيدة
المذيعة الجميلة مايا العبسي تنشر صور لشاب مع ممثلين يمنيين وتتهمة بابتزازها وتهديدها
فماذا قالت حكومتي صنعاء وعدن
اقرا تصريحات الدول العالمية والعربية حول قصف ايران لاسرائيل
لم اكن اطيق سماع صوت المعلق الرياضي العيدروس
ماجد زايد./ الفيس بوك /الاوراق
هذه قصةمحاربةرجل الدولة يوسف زبارة ومحاولة لافشال توجيهات ابوجبريل لصالح الفسده الجدد
احمو هذا الرجل.. الصحفي البرلماني الناشط والحقوقي «الملفت» فقد «حمته» حكومات سابقه
زوجات خائنات
قصتي... والطفل بائع السمسم في صنعاء
سبأ عبدالرحمن القوسي وعلى عبدالله صالح والح و ث ي والاحمر .. فأين الوطنية؟

 - أمنية عبدالرحمن الأبنودي!

- أمنية عبدالرحمن الأبنودي!
الخميس, 23-إبريل-2015
رصد : صلاح مبارك -

"حيًا أو ميتًا أنا عبد الرحمن الأبنودي.. عِشت حياتي طفلًا، أحببت هذا الوطن والناس، متنسونيش ولا عايز أتلف في علم ولا ملاية، عايز أرحل من بره بره كده".. هكذا قال الشاعر الكبير عبد الرحمن الأبنودي، ليوجه آخر رسائله لشعب مصر والمصريين قبل أن يغادر دينانا الفانية الثلاثاء عن عمر ناهز 76 عامًا , وذلك في آخر حوار اجرته معه قناة CBC الفضائية المصرية وهو على فراش المرض قبل رحيله بأسابيع قليلة بعد أن حقق للقصيدة العامية فتوحات غير مسبوقة لها، حلق بها لآفاق لم يتصورها أحد قبله، ليعد حقًا امتداد لشعراء كبار أمثال: بيرم التونسي وفؤاد حداد وصلاح جاهين، الذين عبّروا عن لحظات الانكسار والانتصار في حياة الوطن..

الأبنودي شاعر وفنان حر طليق، صادق، بسيط، صبغ أفكاره بكلمات بسيطة عبّر من خلالها عن العامة، عن الواقع، عن الثورة والغضب والحب والجنون، واحدًا من أشهر شعراء العامية في مصر والعالم العربي، ولد في محافظة قنا في صعيد مصر، ونشأ في اسرة فقيرة ولأب كان يعمل مأذونًا شرعيًا، وانتقل إلى مدينه قنا حيث استمع إلى أغاني السيرة الهلالية التي تأثر بها.

عبد الرحمن الأبنودي، الذي قال عنه الروائي الراحل يحيى حقي، إنه يشبه "قرص العيش البلدي بالسمنة الفلاحي"، وأطلق عليه المصريون "الخال" وهو اسم كتاب صُدر للكاتب الصحفي محمد توفيق أشار إليه للابنودي عن قرب بـ"هذا هو الخال كما عرِفته.. مزيج بين الصراحة الشديدة والغموض الجميل، بين الفن والفلسفة، بين غاية التعقيد وقمة البساطة، بين مُكر الفلاح وشهامة الصعيدي، بين ثقافة المفكرين وطيبة البسطاء.. هو السهل الممتنع، الذي ظن البعض -وبعض الظن إثم- أن تقليده سهل وتكراره ممكن".

وقد شبّه صلاح جاهين الأبنودي بـ"الطفل الكبير الغني الملئ بالإنسانية"، معبرًا عن حبه الشديد لكلماته التي قال فيها، "أنا قلبي قَلعة نحاس، صَهدت على الحُراس داخوا.. ولما زاد الصهد، ساح قفلها، ملعون في كل كتاب يا داء السكوت، ملعون في كل كتاب يا داء الخرس، الصمت قضبان منسوجين عنكبوت، يتشندلوا الخَيّالة فيه بالفرس، يتشندلوا الخَيّالة، واشحال بقى، عصافير غناوي ملونه رقيقة، حياتها في الزقزقة.. وأنا قلبي طير خير، إن ما غَنّاش يموت".

كتب للأرض والناس البسطاء ولمصر قال الأبنودي "يا مصر وإن خيّروني ما أسكن إلاكي، ولجل تتبِّسمي ياما بابات باكي، تسقيني كاس المرار وبرضُه بهواكي، بلدي ومالي إلا إنتي ولو ظلمتيني، مقبولة مِنِّك جراح قلبي ودموع عيني، الجرح يشْفى إذا بإيدك لمستيني، كلّك حلاوَة وكلمة مصر أحلاكي".

وقد حصل باستحقاق على جائزة الدولة التقديرية عام 2001، ليكون بذلك أول شاعر عامية مصري يفوز بجائزة الدولة التقديرية، كما فاز بجائزة محمود درويش للإبداع العربي للعام 2014 , ومن أشهر دواوينه الشعرية "الأرض والعيال"، "الزحمة"، و"جوايات حراجي القط"، والسيرة الهلالية"، و"الأحزان العادية"، كما كتب عدد من الأغاني التي غنت في السينما المصرية أشهرها "عدى النهار"، و"احلف بسماها وبترابها"، "أحضان الحبايب"، و"طبعًا أحباب"، وغيرهم الكثير والكثير من الدواوين والأغاني .

طوال رحلته الفنية، عبّر الأبنودي دائمًا عن أفكاره والواقع والثورة والهزيمة بكلمات بسيطة، وكتب قصائد تجسد هموم البسطاء وآلامهم، حتى أصبح شعره العامي متنفسًا للفقراء والثوار، حيث ساهم في صقل شخصية المصري الثائر الرافض للظلم والاستبداد.

وعكف الأبنودي طوال 20 عامًا على جمع وتدوين "السيرة الهلالية، حتى ضمت نحو مليون بيت من الشعر، بعد أن استمع لها من رواة السيرة وشعراء الصعيد.

واختار صاحب "وجوه على الشط" و"عدى النهار" و"أحلف بسماها وبترابها" و"ابنك يقول لك يابطل" الإقامة منذ سنوات في قرية "الضبعية" بمحافظة الإسماعيلية، فيما كان تراث الصعيد طاغيا على بيته في تلك القرية عند شط القناة.

وأعرب الأبنودي عن حبه وامتنانه لجموع المصريين، الذين أحاطوه بمشاعر حب صادق في محنة مرضه الأخير، وكما انحاز إلى ثورة مصر وناصرها .

وتعد قصيدة "الميدان" من أبرز التجليات الإبداعية الشعرية للثورة، والتي يقول فيها "طلع الشباب البديع قلبوا خريفها ربيع .. وحققوا المعجزة صحوا القتيل من القتل".

وارتبط عبد الرحمن الأبنودي بصداقات وثيقة مع كبار المثقفين المصريين والعرب، وفي مقدمتهم الشاعر الراحل أمل دنقل والروائي الراحل يحيي الطاهر عبد الله والأديب العالمي نجيب محفوظ، والكاتبين الروائيين جمال الغيطاني وحمد المنسي قنديل، والشاعر الفلسطيني الراحل محمود درويش، فضلًا عن الروائي السوداني الراحل الطيب صالح، وفنان الكاريكاتير الراحل ناجي العلي.

فالأبنودي شاعر من شعراء العامية المعدودين الذين تمكنوا من الانطلاق بقصيدتهم المصرية للفضاء العربي الواسع من المحيط إلى الخليج، وهو الذي نال أرفع جوائز الدولة في مصر، ولم يتخل أبدًا عن مشروعه الإبداعي الكبير.

وبكلماته المبدعة، غنى عبد الحليم حافظ : "عدى النهار"، "أحلف بسماها وبترابها"، "إبنك يقول لك يا بطل"، "أنا كل ما أقول التوبة"، "أحضان الحبايب"، وغيرها , وشادية : "آه يا اسمراني اللون"، "قالى الوداع"، ووردة الجزائرية : "طبعًا أحباب"، "قبل النهاردة" وفايزة أحمد: "يمّا يا هوايا يمّا"، "مال علي مال" ونجاة الصغيرة: "عيون القلب"، "قصص الحب الجميلة" , وصباح :"ساعات ساعات " ومحمد رشدي: " تحت الشجر يا وهيبة"، "عدوية"، "وسع للنور"، "عرباوى" وماجدة الرومي: "جايي من بيروت"، "بهواكي يا مصر" , ومحمد منير: "شوكولاتة"، "كل الحاجات بتفكرني"، "من حبك مش بريء"، "برة الشبابيك"، "الليلة ديا"،"قلبى مايشبهنيش"، "يا حمام"..وغيرها لتصل إبداعاته لأكبر عدد من الجماهير على امتداد الأرض العربية.

ومن أشهر كتبه كتاب "أيامي الحلوة" ، والذي كان ينشر في ملحق "أيامنا الحلوة" بجريدة الأهرام في حلقات منفصلة تم جمعها في هذا الكتاب بأجزائه الثلاث، و فيه يحكي الأبنودي قصصاً وأحداثاً مختلفة من حياته في صعيد مصر ، وفي الكتاب تظهر علاقة الأبنودي بالشاعر المصري أمل دنقل صديق طفولته. كما كتب أغاني العديد من المسلسلات التليفزيونية، منها "النديم"، "ذئاب الجبل" وغيرها، وكتب حوار أغاني فيلم "شيء من الخوف"، وحوار فيلم "الطوق والاسورة"، وكتب أغاني فيلم "البريء".

ورأى الأبنودي أن "الشاعر صوت الأمة وضميرها اليقظ المنتبه والسابح ضد التيار"، فيما لم يتردد في التنديد بأي تقييد للإبداع أو حجر على حرية المبدع.

ولم تخل مسيرة المبدع الكبير من التمرد على القبح والكوابح المتزمتة، ليبرهن على أن الشعر محاولة لا تنتهي للإجابة على سؤال الفن المتمرد على كل معيار وأمثولة وأنماط وأحكام مسبقة، والمنفلت من كل تحديد، والمتحرر من كل الحدود إلا حدود الفن إن كان للفن حدود.

ومثلت قصيدة الأبنودي بجوهرها المتفرد، قبس من روح مصر الخالدة تجد طريقها لكل المصريين، كما حدث في قصائد خالدة رددها رجل الشارع في سياقات تاريخية لحركة الكفاح الوطني والنضال القومي، والسعي الإنساني المشحون بالقلق الخلاق للإجابة على أسئلة الوجود الكبرى.

وإبداعات الأبنودي تمزج أحيانًا بين الثقافي والسياسي، وحظت بحضور متوهج في ضمير أمته وشاركت في منعطفاتها وتحولاتها الكبرى، بقدر ما آمن بأهمية الشعر في الحياة العربية، ودوره في صياغة معنى جديد لهذه الحياة.

وشكل الأبنودي قامة شعرية كبيرة في أمة، أنجبت شعراء كالمتنبي وأبي العلاء المعري وأبي نواس وأحمد شوقي وأحمد عبد المعطي حجازي وأمل دنقل وأدونيس وعبد الوهاب البياتي ونزار قباني ومحمود حسن إسماعيل وبدر شاكر السياب ومحمود درويش وممدوح عدوان وسميح القاسم.

والابنودي صاحب تجربة ثرية أستحق ان تحتفي به مجلة "الهلال" في يونيو عام 2008م بعدد خاص شارك فيه نخبة من المثقفين المصريين منهم د. جابر عصفور ود. رفعت السعيد وأسامة أنور عكاشة ويوسف الشريف وخيري شلبي ومحمد إبراهيم أبو سنة وإبراهيم فتحي ود. أحمد درويش وغيرهم.

ففي ذلك العدد كتب الناقد جابر عصفور تحت عنوان "قيمة إبداعية" مؤكداً أن " للابنودى إنجازه الإبداعي المتميز والمتواصل والمتجدد على امتداد أربعين عاما، ما أسهم بقوة في إزالة الهوة الفاصلة بين الشعر والجمهور، وأعاد الشعر إلى سيرته الشعبية الأولى التي لا ينفصل عنها الشاعر ولذلك أحبت الجماهير العريضة قصائده وأنفعلت معها ورددت كلمات الشاعر الذي لم يتعلم الشعر من أحد حسب وصف الروائي خيري شلبي الذي لخص موهبة الأبنودي بأنه لم يدرس الشعر عند أحد إنما هو مولود به".

والابندوي تاريخ ونضال ومشاعر بهية لا توصف إلا بسماعه حين يلقى بقصيدة حراجى القط وينادى على يامنة، أو يقطع قلوبنا مع صوت عبدالحليم وهو يغنى الأغاني الوطنية , وهو شاعر من شعراء العامية القليلين جدا، الذين استطاعوا الخروج بهذا اللون الأدبي من الحيز الضيق لمحلية اللغة، والانطلاق بها إلى البعد العربي، حتى أنه أول شاعر عامية ينال أرفع جوائز الدولة، وجائزة عربية كبيرة هي «جائزة محمود درويش للإبداع العربى». هو صاحب مشروع كبير، لا يتوقف عند نجاح واحد، يتجاوز نفسه يوما بعد يوم، حتى بعض القصائد التي كتبت بمناسبة، عاشت أبدية الشعر..

لا يضير القامات الكبيرة وهن الأجساد، ولا تنطوى عليها خدعة المرض. وأى جسد، مهما بلغت قوته، يستطيع احتواء كل هذه الطاقة؟ أجساد المبدعين الكبار تستطيع، لأنها ممسوسة بقوة الفن، دفعت ثمنها مقدما، وبالكامل. مواقف وكتابة.

ينطبق هذا الكلام تماماً على شاعر مصر الكبير عبدالرحمن الأبنودي الذي عاش يحلم بالبيوت مثل حبات الخرز , كما كتب العديد من الأغاني المصرية الحماسية مثل «عدى النهار» و«أحلف بسماها وبترابها» و«ابنك يقول لك يا بطل»، هو واحد من المبدعين الكبار قدرة على التطبيع مع الأماكن، لتصير جزءا من أرواحهم، وتحل محل جواز السفر.

حيث بقى صاحب كتاب "أيامي الحلوة"، حتى اللحظة الأخيرة، مرتبطًا بهموم المصريين وتطلعاتهم واشتياقهم لحياة كريمة حرة وعادلة، فيما جاءت إبداعاته الشعرية، التي كانت وستبقى علامة في شعر العامية المصرية، لتجسد الموقف لشاعر ومثقف مصري كبير، كان بحق صديق الشعب ولسان حال رجل الشارع، فهو الذي أبدع ديوان "أنا والناس".

وفي آخر تصريحاته قبيل وفاته، قال الأبنودي "منذ أن رمى الله الشعر في حجري وأنا أراعي الله والوطن في كتاباتي، ولم أكتب شعرًا ضد الوطن أو سعيًا خلف المال أو ضد المبادئ"، فلن تنسٍ ذاكرة الوطن والشعر قصائده الملهمة لروح المقاومة عقب نكسة الخامس من يونيو 1967

وإذا كان عبد الرحمن الأبنودي طلب من المصريين ألا ينسوه أبدا بعد رحيله عن الدنيا، فكيف للمصريين أن ينسوا "شاعر البيوت والغيطان" الذي ظل يحلم بالبيوت "كحبات الخرز".. كيف لهم أن ينسوا "فاطمة قنديل" و"أحمد سماعين".

وسلام على من قال "أماية وانتي بترحي بالرحى على مفارق ضحى.. وحدك وبتعددي على كل حاجة حلوة مفقودة.. متنسيش يامة في عدودة.. عدودة من أقدم خيوط سودا في ثوب الحزن.. وحطي فيها اسم واحد مات". 

عدد مرات القراءة:1558

ارسل هذا الخبر
إرسل الخبر
إطبع الخبر
RSS
معجب بهذا الخبر
انشر في فيسبوك
انشر في تويتر

يرحب الموقع بآراء الزوار وتعليقاتهم حول هذه المادة تحديداً، دون الخروج عن موضوع المادة، كما نرجو منكم عدم استعمال ألفاظ خارجة عن حدود اللياقة حتي يتم نشر التعليق، وننوه أن التعليقات تعبر عن آراء أصحابها وليس عن رأي الموقع.
الاسم:

التعليق:

  • الاخبار اليمنية
  • صحيفة الاوراق
  • من الذاكرة السياسية ... حتى لاننسى
  • بدون حدود
  • شاهد فيديو مثيرللاهتمام
  • طلابات توظيف
  • تغطية خاصة من جريدة اوراق لمؤتمر الحوار الوطني
  • حماية البيئة
  • الدين ورمضانيات
  • اراء لاتعبرعن اوراق
  • منوعات وغرائب
  • خارج عن المألوف
  • الاقتصاد
  • اخبارتنقل عن المفسبكين وتويتر
  • ثقافة وفن
  • اوراق سريه
  • العالم
  • الرياضية