قبل أكثر من عشرين سنة، نشر الباحث الآمريكي "فيليب روبنس" كتابه بعنوان "تركيا و الشرق الأوسط"،،، وقد سجل في كتابه المذكور حركة المملكة العربية السعودية المضطردة في أسلمة تركيا، وسعيها عبر اموالها و خطابها الديني في زعزعة و المنظومة العلمانية في تركيا، و أكد -في ذلك الوقت- بأن الاسلاميين سيصلون إلى السلطة في تركيا كنتيجة حتمية لعملية الاجترار الديني الذي تقوم به السعودية في تركيا، بالرغم من ان الاسلاميين في ذلك الوقت لم تصل كل احزابهم الى أكثر من ٨٪ من مجموع الناخبين،،،
اللافت بل والمبهر في الموضوع أن الباحث الامريكي وفي كتابه الذي لا تتجاوز صفحاته ١٥٠ صفحة أكد بأن السعودية ستكون هي المتضرر الأكبر من أسلمة تركيا، بأعتبار أن تركيا ما أن تتأسلم حتى تبدأ بإجترار تراثها العثماني و سوف تقوم بمنازعة بل و أنتزاع الزعامة الدينية السنية عن السعودية مما سيفقد تحالف آل سعود وآل شيخ مشروعية حكمهم، بإعتبار انها منظومة ثيوقراطية سندها الوحيد هو تمثيل "أهل السنة والجماعة" فإن فقدت صفتها هذه سقطت حتماً ، وقد بدأت هذه المرحلة فعلاً عبر حلفاء العثمانيون الجدد "الاخوان و قطر"...
المبهر أكثر فيما اورده الباحث الامريكي، تأكيده الحازم المؤصل و المسبب بأن سوريا وبالرغم من كونها هي الاقرب ثقافياً و جغرافياً لتركيا إلا آنها -بحد تعبيره- ستكون الحجرة الأصلب التي ستفشل مشروع العثمانيين الجدد، لأسباب عديدة اوردها الباحث في كتابه...
مثل ذلك الاستعراض و الاستنباط المنطقي الذي قدمه الباحث في كتابه قبل عشرين عام من الاحداث الجارية أكدت -لي على الأقل- بأن أي مؤرخ سيكتب بعد عشرين عام من الاحداث الجارية لن يختلف كتابه كثيراً عما ورد في الكتاب المذكور...
انصحكم مرة أخرى بالاستفادة من هذا الكتاب المحكم وأن تتبصروا في محتويا