لم تكن المرأة ترتدي في العادة حجاباً، لكن ذلك كان مطلوباً منها في المدرسة الاسلامية حيث تعمل في منطقة إلجين 3 في شيكاغو. وتتذكر انها تفاجأت عندما طلب منها رئيس تلك المدرسة الشيخ محمد عبدالله سليم ان تخلع الحجاب.

كان الشيخ سليم يأتي الى مكتبها، وفي بعض الأحيان يلمس وجهها أو يضع يده حول عنقها. وكان شخصية محترمة كثيراً في تلك المنطقة. المرأة التي ترفض الكشف عن هويتها، لم تعترض في البداية. ولكنها أدركت لاحقاً ان مجرد البقاء معه وحيدة يمثل أمراً حميمياً محرماً، مشيرة الى ان تلك الاشارات التي قام بها، كان يجب ان تدق لديها جرس الانذار.

وقالت المرأة البالغة من العمر 23 عاماً ان اللمسات مع الوقت اصبحت أكثر جرأة، فتحدثت في الأمر مع بعض أفراد عائلتها وأحد المساعدين الاجتماعيين ورجل دين إسلامي. وذهبت أخيراً الى الشرطة. ومع انتشار الخبر، جاءت ثلاث نساء اخريات الى الشرطة ليبلغن عن تعرضهن للاغتصاب على يد الشيخ سليم.

وبعد ايام قليلة رفعت النساء دعوى قضائية ضد الشيخ يتهمنه فيها باعتداءات وعمليات اغتصاب استمرت لعقود مذ كن صغيرات. وشاعت تلك الاتهامات بين افراد جالية المهاجرين المسلمين الهنود والباكستانيين في تلك المنطقة التي أسس فيها الشيخ سليم «معهد التربية الاسلامية».

وقال الشيخ سليم في مقابلة هاتفية قصيرة اجرتها معه «نيويورك تايمز»، ان الفتيات اللواتي اتهمنه «يكذبن». وأحال السائلين على محاميه توماس غلاسكو، الذي قال انه لم ير أي دليل على الاتهامات.

وفي بيان على صفحته على «فيبسوك»، قال «معهد التربية الاسلامية» ان الاتهامات جاءت من اشخاص «خارج جاليتنا»، يسعون الى تشويه سمعة المعهد، مضيفاً ان «المدعيات لا يرغبن بالحفاظ على الخصوصية والتوصل الى حل، بل يسعين الى الاعلان عن ادعاءاتهن».

والشيخ سليم البالغ من العمر 75 عاماً، جاء الى تلك المنطقة ضمن هجرة من الهند وباكستان في السبعينيات والثمانينيات من القرن الماضي.

وحافظت الجالية على الكثير من معتقداتها وتقاليدها. البنات يرتدين الحجاب. وفي بعض العائلات يعتبر مجرد الحديث عن الجنس أمرا لا يُتصور.

وقد أسس الشيخ سليم المدرسة في العام 1989 لتحفيظ الأولاد القرآن «طبقا للقيم والتقاليد الاسلامية العائدة الى الفترات الأولى للإسلام»، بحسب القواعد المعمول بها فيها، واصبحت مع الوقت واحدة من اهم المدارس في فئتها، في الولايات المتحدة الأميركية، رغم انه غير معترف بشهاداتها رسميا.

والمرأة التي تقدمت أولاً لاتهام الشيخ سليم، هي من أبوين هنديين تخرجت في مدرسة أميركية قبل عملها كموظفة في المعهد.

وقالت انها عندما كانت تقوم بتصوير بعض الاوراق في ابريل الماضي، قام الشيخ سليم باجلاسها على ركبته ورفع فستانها وتلمسها، مضيفة: «كنت انظر الى السقف والحائط واقول له انك تضايقني كثيراً(...)».

وأبلغت المرأة بالأمر ابن عمها وأمها وأحد العمال الاجتماعيين ورجل دين من الجالية يدعى عمر مظفر. وتركت الوظيفة في المدرسة. ورغم انها قالت انها لم تكن تريد المضي بعيداً في القضية، الا انها أرادت الحصول على اعتراف واعتذار من قبل الشيخ سليم. ووافق مظفر على التوسط بينهما.

وكانت المرأة تخاف من يؤدي انتشار القضية الى تدمير سمعتها، وهو أمر شائع في قضايا الانتهاكات عموماً، الا انه أكثر حدة في الجاليات المحافظة مثل تلك التي تعيش فيها، حيث قالت المرأة انها تخاف من ألا يقبل أحد بالزواج منها، في حال انتشار القضية.

وقال مظفر انه تمكن من رعاية تسوية وقع بموجبها الشيخ سليم رسالة يعتذر فيها «ويعترف بأفعاله» الا انها لا تحدد ما هي الافعال، مضيفاً ان الشيخ سليم كان يشير الى «الزنى».

وكان يفترض ان يؤدي هذا الاتفاق الى انتهاء المسألة لكن الخبر انتشر في الجالية. وكتب مظفر على مدونته ان الشيخ سليم فعل ما فعل واعترف لي بالتفاصيل وجها لوجه.

ومع ان مظفر قام بمحو ما كتبه لأنه أثار انقساماً داخل الجالية، الا ان امرأتين في الاربعينات من عمرهما كتبتا تعليقات على المدونة ان الشيخ سليم تحرش بهما في مطلع الثمانينات. وقالت احداهما ان الشيخ بدأ بلمسها منذ كانت في الـ 12 من عمرها.

وقالت امرأة اخرى ان الشيخ سليم قبلها ولمسها عندما كانت في الصف السادس، وقال لها: «لقد كبرت حقاً».

ودفع انتشار الخبر واتهامات النساء الأخريات المشتكية الأولى الى حمل (اثباتات) تركها على ملابسها والتوجه بها الى الشرطة رغم مخاوف بعض افراد عائلتها. وقالت: «لو كان ما حصل معي قد وقع في جيل والدي، ما كان أحد ليكتشفه».

واجرت شرطة إلجين مقابلات مع معها ومع المرأتين اللتين كتبتا تعليقات على المدونة. في حين قالت امرأة رابعة رفضت اجراء مقابلة، ان الشيخ سليم اغتصبها عندما كانت طالبة في العامين 2002 و2003.

وأوضحت الكوماندور آنا لالي من شرطة إلجين ان «هناك تحقيقا جاريا في اعتداءات جنسية».