بقلم / لطفي بن سعدون -
شهدت الايام القليلة الماضية منذ تسلم الدكتور باحميد لمهامة كمحافظ لحضرموت تصاعد وتيرة الاختلالات الامنية في ساحل حضرموت .وحظيت المكلا حاضرة حضرموت نصيب الاسد , في اعمال قتل الابرياء ونهب البنوك والممتلكات والسيارات الخاصة والعامة.وكانت بصورة صليات متلاحقة عمت كل احياء المكلا.وقد بينت هذه الاختلالات الامنية ان المخرج لها واحد وكان الهدف منها ارباك المحافظ الجديد ذو الميول الحضرمية التي اوضحها في خطاب التسليم والاستلام لمهامة , وعرقلة تحقيق توجهاتة لخدمة ونهضة حضرموت.
وبالرغم ن كل ذلك فانني لم اكن اتوقع مطلقا ان يسقط الدكتور باحميد بهذه السهوله والسرعة ,في شراك القوى المتنفذه وعصابات الفيد والنهب والقتل ومافيات النفط المتحكمة بتلابيب دولة الاحتلال المتهالكة, وهو الدكتور الذي عرفت وسمعت عنة وقرأت له بعد النظر والقدره على التحليل والانحياز الكامل للوطن الحضرمي.
ففي مساء يوم الخميس الموافق (15/1/2015م) اجتمعت اللجنة الأمنية في ساحل حضرموت اجتماعا طارئاً واستثنائياً برئاسة المحافظ باحميد واتخذت عدة قرارات لمواجهة هذه الاختلالات الامنية المتسارعة ولتعزيز الوضع الامني حسب ادعائها. وقد فاجاتني هذه القرارات الاحتلالية وصدمتني كثيرا كما صدمت كل النخب الحضرميه.لانها عمدت الى اعادة تواجد القوات العسكرية(جيش+امن مركزي)و تكريس وجودها داخل مدينة المكلا ,بعد ان تم طردها بالكامل من المدينة في يوم الهبة الشعبية الحضرمية المجيده20/ديسمبر/2013م.
المتسببين في الاخلال بالامن:
ومن خلال متابعاتنا لحوادث الاختلالات الامنية في حضرموت يمكن لنا تحديد الجهات المخلة بالامن على النحو التالي:
أ)القوات المحتلة لحضرموت والجنوب (جيش +امن).
ب)عصابات المخدرات والارهاب.
ج)عصابات الفيد والنهب والقتل المتصارعة على السلطه.
د)عصابات السرقة والتقطع والنهب.
هـ) الثارات بين القبائل.
وبشكل عام فان العصابات الحاكمة في صنعاء وامتداداتها المتواجده في حضرموت وعملائهم الحضارم , هم من يقف وراء كل الاختلالات الامنيه في حضرموت بصوره مباشره اوغير مباشره.
من يتحمل مسؤلية امن حضرموت:
ابناء حضرموت وليس غيرهم هم من يتحملون مسؤلية امنهم , وماعدى ذلك فهي هرطقة كلامية وحالة عبثية لاتغني ولاتسمن من جوع. وان خروج جحافل الجيش والامن المنقولة من خارج حضرموت هي بداية حفظ امن حضرموت ,لأن هذه الجيوش الجرارة هي أصلا اساس المشكلة الأمنية وهي سبب رئيسي في كل مايحصل في حضرموت سواء بطريقة مباشرة أو غير مباشرة. وهم من يسهل ويشجع الثارات والاختطافات وبقية العمليات الخارجة عن الشرع والعرف والقانون . وحقيقة الامر فانهم لم يأتوا من أجل حفظ الأمن للمواطن بل من أجل حفظ مصالح المتنفذين وعصابات الفيد والنهب ومافيات النفط والمخدرات والارهاب ,و بهدف اذلال وإستفزاز وتخويف المواطن الحضرمي وكسر شوكتة ورضوخة للاحتلال .وان خروجهم وإستبدالهم بابناء حضرموت ولو حتى بنصف العدد الموجود حاليا أو أقل منة سيحل جل المشكلة الأمنية في حضرموتولن يتجرأ بعدها من يغتال او ينهب او يختطف في وضح النهاراو تحت جنح الظلام , لان المواطن سيثق فيهم ويثقون فيه.و بكل صراحة فان كل الحضارم لايثقون في هذه القوات الموجودة في حضرموت ويعتبرونهم غرباء ,لا يفهموا طباع الحضارم والحضارم لا يفهموا طباعهم, ويعتبرونها قوات جاثمة على صدورهم ومحتلة لارضهم.ولم ياتوا الا لحماية عصابات الفيد والقتل ونهب الثروات ,ولاحتلال ارض حضرموت.
اذن والحال هكذا فهل ننتظر من دولة العصابات المتناحره المحتلة لارضنا ,ان تقوم بمسؤولية حفظ الامن وتسليم ابناء حضرموت المهام الامنية لبلادهم؟؟لا واللة لن يتم ذلك!!!لان ذلك يتناقض كلية مع بديهيات ومنطق التفكير السليم.ويكفينا من مضيعة للوقت وعلينا فورا مغادرة التفكير الذي يدور في نفس الحلقة المفرغة والبحث الجدي وبمنطق سوي غير متناقض ,وبعقلانية لوضع خارطة طريق واضحة للخروج من هذا الانفلات الامني الغير مسبوق في حضرموت واستبدالة بمنظومة الامن والامان والطمانينة للحضارم . وليست عنا ببعيد ,تجربة الحوثي في صعده , قبل اجتياحه لصنعاء ,حيث اوجد امنا لمواطنية بمعزل عن هيمنة دولة العصابات المتناحره في صنعاء وقام بانتزاع الامكانيات اللوجستية منها انتزاعا سلما او حربا.
خارطة طريق امن حضرموت:
لقد اصبح من الضروري بمكان ان يتداعى كل ابناء حضرموت وباقصى سرعة لوضع وتنفيذ خارطة طريق لامن حضرموت وارى ان هذه الخارطة يجب ان تشتمل على النقاط الرئيسة التالية:
أ)تاسيس جيش وامن حضرموت بصوره مستقلة وان يكون مقاتلي حلف ابناء حضرموت نواه له ومعسكراتة حاضنة لهم لتدريبهم وتاهيلهم.
ب)ان يتبنى الراسمال الحضرمي المحلي والمغترب تمويل تكاليف المرتبات والتسليح والتدريب والتاهيل الداخلي والخارجي في الاكاديميات العسكرية والامنيى المتخصصة وبقية متطلبات التجهيزات اللوجستية.
ج)على الكوادر العسكرية والامنية والقانونية اعداد خطط تكتيكية واستراتيجية متكاملة بذلك وباسرع وقت ممكن.
د)الضغط بقوة وبكل الوسائل المتاحة ,على سلطات الاحتلال الحالية ,لانتزاع حصة حضرموت في المنظومة العسكرية والامنية الحالية.
هـ)على النخب السياسية والفكرية والاكاديمية والاعلامية القيام بحملة اعلامية واسعة لبلورة خارطة الطريق هذه وتنفيذها سريعا على ارض الواقع.وان تكون الاجهزه والمواقع الاعلامية الحضرمية والصديقة في الداخل والخارج منبرا واسعا مفتوحا وفاعلا لانجاح اعداد وتنفيذ هذه الخارطة الامنية لحضرموت.
*ناشط سياسي وإجتماعي
عضو رئاسة واعلامية حلف قبائل حضرموت
