أثار تقرير نشرته صحيفة «وول ستريت جورنال» عن التوقعات السعودية باستقرار النفط عند 60 دولاراً للبرميل، مخاوف من أن يواصل النفط الكويتي التراجع إلى ما دون هذا المستوى، أخذاً في الاعتبار هامش الفارق بين الخام الكويتي وبرنت.

ونقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» عن مصادر مطلعة أن السعودية ترى ان أسعار النفط ستستقر عند نحو 60 دولاراً للبرميل، وهو مستوى يمكن للمملكة والدول الخليجية الأخرى الصمود في وجهه.

ويشير هذا التحول في طريقة التفكير السعودية إلى ان أكبر منتج ومصدر في «أوبك» لن يعمد إلى تخفيض الإنتاج على المدى القريب، حتّى في ظل أيّ انخفاض إضافي لأسعار النفط.

كما يشير إلى ضرورة تكيف أعضاء المنظمة سريعاً مع التحولات في السوق النفطي الناتج عن زيادة إنتاج النفط الصخري الأميركي وتراجع نمو الطلب العالمي. في حين أنه ومع بداية نوفمبر، كان أعضاء «أوبك» يرون أن وصول سعر النفط 70 دولاراً للبرميل سيؤدي إلى تشكيل حالة من الذعر بين صفوفهم.

وأوضح مسؤول نفطي خليجي أن الدول الخليجية «لا تمتلك سعراً مستهدفاً، وفي حال تراجع الأسعار إلى ما دون 60 دولاراً، فذلك لن يستمر لوقت طويل».

وتابعت الصحيفة أنه قبل اجتماع «أوبك» الأخير في فيينا، كان السعوديون يدرسون اقتراحاً فنزويلياً لخفض إنتاج المجموعة، غير ان الاتفاق انهار مع رفض روسيا، الدولة غير العضو في منظمة «أوبك»، بحسب مصادر مطلعة.

ووفر هذا ذريعة للسعودية وحلفائها الخليجيين لتمرير استراتيجيتهم في اجتماع «أوبك» الخميس الماضي، والتي تقضي بعدم تغيير الأهداف الإنتاجية للمجموعة، في محاولة للدفاع عن الحصة السوقية بدلاً من الأسعار. وقد أدى هذا القرار إلى تراجع سعر البرميل 10 في المئة الأسبوع الماضي.

ووجد محللون أن الرؤية السعودية الجديدة تجاه الأسواق النفطية من شأنها المحافظة على الأسعار منخفضة خلال الأشهر المقبلة، كما أنها قد تحبط فرص حصول ارتدادات قوية.

من جهته، لفت الخبير كيلي كوبر لصحيفة «وول ستريت جورنال» إلى ان «هذا مجرد عامل آخر من شأنه أن يعزز التوقعات المتشائمة، فقد لمس السعوديون تضاؤلاً مستمراً بحصتهم السوقية وخصوصاً في الولايات المتحدة، وقد بدأ هذا الموضوع يشكل عبئاً بالنسبة لهم».

وخلال اجتماع الذي عقد في مطلع نوفمبر الماضي، أكد وزير النفط السعودي علي النعيمي لوزير الخارجية الفنزويلي رافائيل راميرز ان بلاده قد تدعم تخفيض الإنتاج النفطي في حال تمكن الوزير الفنزويلي من إقناع جميع الدول المنتجة للنفط داخل وخارج «أوبك» المشاركة بهذا القرار، بحسب مصادر مطلعة.

وأشار أحد الموفدين لدى المنظمة إلى أنها كانت «مهمة مستحيلة»، فقد طالبت دول تنتمي للمنظمة على غرار ليبيا والعراق وإيران باستثنائها من قرار التخفيض، بينما فشلت محاولات إقناع الدول خارج المنظمة بالقيام بالخطوة نفسها.

وأكدت المصادر فشل محاولة أخرى بقيادة راميريز كانت تتضمن خفض 2 مليون برميل يومياً من الإنتاج العالمي الذي يصل 90 مليونا يومياً، على أن يشارك بها دول من خارج المنظمة، وأن تبلغ حصة روسيا والمكسيك من التخفيض مجتمعة 500 ألف برميل يومياً.

وتابعت المصادر ان النعيمي وجد أن التعامل مع بعض الآثار السلبية على المدى القصير لتراجع الاسعار أفضل من خسارة السعودية لحصتها السوقية على المدى الطويل. وقال في تصريح للصحافيين في هذا الإطار «السوق سيوازن نفسه في النهاية».

وأوضحت الصحيفة أن الوزير السعودي نقل هذه الرسالة أولاً لحلفائه، الكويت والإمارات، ومن ثم لوزراء أوبك خلال الاجتماع الذي جمعهم أخيراً.

وقال النعيمي للوزراء ان احتمال تراجع أسعار النفط سيجبر الدول المنتجة للنفط ذات الكلفة العالية، خارج «أوبك»، على غرار شركات النفط الأميركية على الحد من إنتاجها، ما سيؤدي إلى تضييق السوق في النصف الثاني من 2015 .

وختمت الصحيفة أن بقية أعضاء «أوبك» استسلمت للضغوط السعودية ووافقت على المحافظة على إنتاجها النفطي عند 30 مليون برميل يومياً.

النفط الكويتي يستقر عند 66 دولاراً

كونا- انخفض سعر برميل النفط الكويتي في تداولات أمس 83 سنتا ليستقر عند مستوى 66.01 دولار مقارنة بـ 66.84 دولار للبرميل في تداولات يوم الثلاثاء الماضي وفقا للسعر المعلن من مؤسسة البترول الكويتية أمس. وسادت تعاملات متقلبة أسواق النفط العالمية أمس فبينما تراجعت أسعار العقود الآجلة لنفط خام برنت إلى ما دون 70 دولارا للبرميل ارتفعت عقود الخام الأميركي إلى أكثر من 67 دولارا بعد أن أظهرت بيانات هبوط مخزونات الخام في الولايات المتحدة.

«أرامكو» تسحب أسعار يناير

لندن - رويترز- قالت أرامكو السعودية إنها تسحب رسالة عبر البريد الالكتروني أمس تفيد بحدوث تراجع كبير في أسعار بيع النفط الرسمية لآسيا والولايات المتحدة في يناير.

ولم يتضح ما إذا كانت أرامكو تسحب كل الأسعار أم بعضها فقط أو ما التغييرات التي أدخلتها إن كان هناك أي تغييرات؟. كما لم يتضح ما إذا كانت سترسل رسالة إلكترونية جديدة ومتى؟