يعود إلى الساحة الغنائية بألبوم جديد بعد غياب استمر ثلاث سنوات، لكنه يعترف بأنه لا يجرؤ على دخول دائرة والده أبو بكر سالم رغم غنائه للكثير من أعماله، فالفنان أصيل أبو بكر نهل من تاريخ وخبرة وأخلاق والده من دون أن يجاريه في خطه.
في العام 2006، كان لـ «الراي» لقاء مع أبو بكر سالم في مهرجان الأغنية في الدوحة، وجاءت 2013 لتحمل لقاء مع ابنه أصيل.
أصيل يؤكد في حواره مع «الراي» أن توقف إنتاجه في السنوات الثلاث الماضية أتى بقناعة أن الوضع في الوطن العربي غير مشجّع لأي نشاط فني. وأضاف أنه ليس صديقاً للكاميرا ويعارض الترجمة الحرفية لكلمات الأغنية في تصويرها فيديوكليب، لافتاً إلى أنه يستعد لتقديم ديو «كامل الأوصاف» مع كرامه مرسال... وإليكم التفاصيل:

• لماذا اخترت الكويت لإنجاز بعض أغنيات ألبومك المقبل؟
- أولاً لي زيارات كثيرة إلى الكويت بين فترة وأخرى، لكن في هذه المرة بسبب العمل أقضي مدة طويلة إلى درجة أنني أحضرت عائلتي قبل أيام، وأتذكر في ألبوم «الكلمة الأخيرة» أنني أقمت في الكويت شهرين تقريباً عندما كان العمل من إنتاج شركة «النظائر» آنذاك، والحكاية باختصار أنني أرتاح في الكويت لكثرة الاستيديوهات وتواجد الشعراء والملحنين الذين أحرص على أخذ رأيهم بما يخدم العمل.
• «بو بدر»، أنت تخالف من يقول إن الكثير من المطربين هجروا الكويت إلى دبي لكثرة الاستديوهات والأجواء التي ذكرتها قبل قليل؟
- كنت في دبي وحضرت إلى الكويت لتنفيذ عملي الجديد، وهذا لا علاقة له أبداً، فوجودي هنا بسبب إشراف الملحن نواف عبد الله على الألبوم الذي أتعاون معه فيه بسبعة أعمال كملحن، وعملين كشاعر، ولذلك فإن نوعية التعاون هي من تقرر تواجدنا في أي بلد بغض النظر عن كثرة الاستديوهات أو النشاط فيها.
• هل حددت عدد الأغنيات في عملك الجديد؟
- سأحرص بطبيعة الحال على «الكيف» أكثر من «الكم»، وأنت تعرف جيداً أن غيابي عن الساحة استمر لثلاث سنوات وهي مخيفة بالنسبة إليّ مع وجود جيل يعشق الأغنية المطوّرة، وهذا الشيء يجعلني أكثر إصراراً لتقديم أغنيات تعيدني إلى الواجهة بقوة، وأرى أن 14 أغنية فما دون قد تكون «معقولة». سأحاول قدر المستطاع إرضاء جميع الأذواق من خلال التنوّع في الألوان والمقامات، وإن اختلفت المسامع في الوقت الحالي لكن لا يصح إلا الصحيح.
• وان تحدثنا عن المفاجأة في هذا الألبوم؟
- أتمنى أن يكون الألبوم بأكمله مفاجأة للجمهور، لكن أخص «الراي» بالإفصاح عن «ديو» سيجمعني بكرامة مرسال من خلال أغنية «كامل الأوصاف»، وهي أغنية قديمة شهدت تجربة بو مرسال الأولى في التلحين، وطلبت منه أن نقوم بتطويرها ورحّب بذلك وستنفذ بطريقة الجلسة.
• ذكرت أن غيابك عن الساحة لثلاث سنوات مخيف، فما أسباب هذا الغياب؟
- الأجواء لا تشجّع على أي نشاط فني عموماً، والكل يعي خطورة المرحلة الماضية التي مرت بها بعض الدول العربية، لذلك اختصرت حضوري في أعمال خاصة فقط.
• لكن البعض يقول إن أصيل كسول وأبعد نفسه بنفسه عن الساحة؟
- غير صحيح، وإلا لما وجدتني اليوم أجلس معك ونجري هذا اللقاء، أنا حريص ولست كسولاً، بدليل أنه قبل عام كانت لدي 12 أغنية غير الأغنيات التي أسجلها حالياً، والتواجد عموماً ميسر ويبقى الحرص هو الأهم.
• قلت إنك ركزت على الأعمال الخاصة فقط في غيابك، في حين استمر زملاؤك في تقديم «السنغل» والألبومات للجمهور؟
- لكل فنان وجهة نظر في توقيت طرح ألبومه، أما «السنغل» فهو تعويض عن غياب الألبومات لأن السوق غير مشجعة لطرح أي إنتاج، وبعض الفنانين استخدموا «السنغل» لجسّ نبض الناس من خلال تسريب عمل واحد من الألبوم وهذا حق مشروع لأي مطرب لإعطاء انطباع إيجابي لما يحتويه العمل ككل.
• هل لمست تغيّراً في تصنيفك كمطرب كانت له شعبية كبيرة في السابق؟
- الفن «ما فيه واحد واثنين وثلاثة»، والصحيح فيه «حس وحسّين وثلاثة»، لأن لكل فنان لونه وبصماته وحينما تكون رؤيتنا للفن بهذه الطريقة فسيكون سباقاً وليس فناً حقيقياً.
• عقدك لايزال مستمراً مع شركة «روتانا»، هل تحدث أحد من المسؤولين معك عن فترة التوقف وما يخص بنود عقدك؟
- قلتها من قبل لبعض المقربين على شكل مزاح بأنني ابن «روتانا» المدلل، وأيقنت أن هذا الأمر حقيقي، وسالم الهندي مدير الصوتيات والمرئيات في الشركة أخ عزيز ودائماً نجتمع معاً ومن الناس المقربين، وشكراً له وللمسؤولين على صبرهم لهذا التوقف في السنوات الثلاث الفائتة، وهم يقدرون الوضع ومتعاونون معي لأبعد الحدود.
• لك الكثير من تجارب التلحين الناجحة مع مطربين آخرين، فهل لعملك المقبل نصيب من هذه النجاحات كملحن؟
- لست ملحناً متمكناً وإنما هاوٍ، وأركز في ألبوماتي على إعداد الموسيقى فقط والأداء، وإن وجد الكلام الذي يستفزني فستجدني ملحناً.
• رغم هذه التجارب مع زملاء لك، لكن لم نجدك كملحن مع والدك الفنان أبوبكر سالم؟
- تربّينا على أعماله وأدبه الشعري، و«العين ما تعلى على الحاجب»، لديه خط مميز، إضافة إلى أسلوبه في الغناء ولا أتجرأ على الدخول إلى دائرته.
• تعود إلى الوالد في اختياراتك؟
- نعم كثيراً، ودائماً يشجعني على الاحتفاظ باللون الحضرمي.
• ومتى ينتقدك فنياً؟
- أكثر ما ينتقدني في اختيار الكلمة وفي عدم مشاركتي في مناسبات معيّنة.
• وماذا عن مشروع إعادة غناء بعض أعماله في أي ألبوم تطرحه بتطوير بسيط؟
- لدي فكرة بإعادة طرح بعض الأغاني في الجلسات، خصوصاً وأن معظم أعماله مرتبطة بعقود مع شركات، والغناء في الجلسات مسموح به فضلاً عن الشكل المطوّر، وقمت من قبل بتسجيل 23 عملاً لوالدي بالعزف على العود، وحالياً أقوم بتسجيل 15 أغنية باللون الحضرمي بالطريقة نفسها.
• أنت من المطربين المقلين في الكليبات منذ انطلاقتك؟
- أشعر بأنني لست صديق الكاميرا كمثل صداقتي للإذاعة أو الاستديو والإعلام غير المرئي، وفي المقابل أتواجد في الحفلات والمهرجانات، والكليب يسوّق للأغنية لكن لا يحقق النجاح لها، فأنا من المعارضين للترجمة الحرفية للأغنية من خلال الكليب وأعارض تماماً كذلك تجيير حياة وطبيعة مجتمع لا يمت إلى مجتمعي بصلة، ولابد أن يكون لنا ما يناسب طباعنا ولباسنا وإيقاعاتنا وعاداتنا، وبرأيي تظل الجلسات هي المتسيدة في الوقت الحالي والجميع يشهد على ما قدمته جلسات «وناسة» أخيراً.
• هل ترى أن مقاييس النجومية تختلف من زمن إلى آخر؟
- نجومية من غير صدر رحب يستقبل المعلومة من المستجد في المجال لا تعد نجومية، فالاستفادة مطلوبة من روح الشباب ومن أفكارهم والمرونة معهم وهذا ليس عيباً، كما أن الاستمرارية جزء مهم من النجومية، وهنا نستذكر الكبار أمثال عبد الكريم عبد القادر ومحمد عبده وأبو بكر سالم.
• أثناء تواجدك في الكويت، بمن التقيت من الفنانين؟
- اجتمعت بالكثير من الفنانين والشعراء والملحنين سواء في الاستديو أم خارجه، والتقيت الفنان نبيل شعيل، كما أن اتصالاتي مستمرة مع عبد الله الرويشد.
• ما هو رأيك بـ «اللوك» الجديد لنبيل شعيل، ألم يشجعك على تخفيف وزنك؟
- (يضحك) نبيل جميل بكل حالاته وشجعني كثيراً على تخفيف وزني إلى درجة أنه يقول لي «إنت للحين متين».
• هل تتابع الإصدارات الأخيرة لزملائك الفنانين في الخليج؟
- كنت أحرص في السابق، أما الآن ومع زحمة الفنانين قد تفوتني بعض الإصدارات، وأخيراً سمعت ألبوم راشد الماجد وكان جميلاً و«فتح شهيتي للشغل»، وأفكاره جديدة وهو فنان جريء.
• في السنوات الأخيرة انتشرت الأغنية «المدعومة» بمعنى أن يأتي المطرب ويسجّل صوته فقط على الموسيقى ويحصل على أجر كبير من منتج الأغنية، فهل أنت مع هذا التوجه؟
- دائماً نقول «الغالي سعره فيه»، ولذلك أنا مع هذا التوجه في حال كان الموزع صاحب خبرة كبيرة والملحن كذلك وكان الكلام المكتوب رائعاً واللحن مناسباً لطبقة الصوت، فما المانع من ذلك؟ لا يمكن أن أقبل بغناء عمل يُفرض عليّ وسيطرح في ألبومي لمجرد الحصول على المادة وعلى حساب مشوار ونجاحات وجمهور وضع ثقته بي، وفي غير ذلك فإن غنائي في مناسبات خاصة يعود إلى حبي لشخص مقرب أو صديق ومن غير أي مقابل.
• «بو بدر» غنيت في إيقاعات عربية، لكن لم نسمعك تشدو بلهجات عربية؟
- بصراحة لا أجيد هذه اللهجات بالشكل المطلوب، ومن الممكن أن أتقبلها بأصوات فنانين آخرين، لكن لا أجد نفسي في هذه التجارب رغم أنه عرض عليّ الكثير من القصائد المصرية الجميلة.
• ما سر قوة العلاقة بينك وبين الفنان علي بن محمد؟
- (يضحك)... «يمكن عشان طبخه زين»، أعتبره أخاً وجاراً وقريباً، ونحرص دائماً على الاجتماع ونتبادل الحوارات الفنية وغير الفنية